القدس :
يبلغ عمر تلك المدينة حوالي 35 قرنا .. و قد أقيمت النواة الأولى لها في بقعة جبلية هي جزء من جبال القدس ، ترتفع 750م عن سطح البحر . وقد كانت النشأة الأولى على تلال ( الطور) المطلة على قرية سلوان الى الجنوب الشرقي من المسجد الأقصى .. وقد أختير هذا الموضع لتوفير الحماية ..
وساعدت مياه عين ( أم الدرج ) على توفير المياه للسكان . ويحيط وادي جهنم ( قدرون ) بالمدينة القديمة من الناحية الشرقية ، ووادي (الربابة) من الجهة الجنوبية ، ووادي (الزبل ) من الجهة الغربية . وكونت تلك الأودية حواجز دفاعية تحمي المدينة ، ولا يمكن دخولها الا من الجهتين الشمالية والشمالية الغربية .
وقد ترك الناس بمرور الزمن تلك النواة وانتقلوا لنواة على تلال أخرى ، مثل مرتفع بيت الزيتون ( بزيتا) في الشمال الشرقي ، ومرتفع ساحة الحرم (موريا) في الشرق ، و مرتفع (صهيون) .. وهي المرتفعات التي تقع داخل ما يعرف اليوم ب ( القدس القديمة) .. ثم توسعت المدينة حتى التحم بها قرى مثل (شعفاط) و (بيت حنينا ) و (سلوان) و (عين كارم) ..
الاسم و التــاريخ :
أقدم اسم لها (أور شالم) .. يعني الإله شالم ، أي اله السلام لدى الكنعانيين وورد هذا الاسم في التوراة ..
و أطلق على المدينة اسم (يبوس) ، نسبة الى اليبوسيين من بطون العرب الأوائل في الجزيرة العربية .. وهم سكان القدس الأصليون ، نزحوا مع من نزح من القبائل الكنعانية حوالي 3500 ق م .. وسكنوا التلال المشرفة على المدينة القديمة ، وبنى هؤلاء حصنا ، وبقي بأيديهم ( حتى بعد مجيء الموسويين) زهاء ثلاثة قرون لعجزهم عن اقتحامه ..
حتى تولى حكمهم داوود عليه السلام ، فبقي الكنعانيون واليبوسيون يشكلوا أغلب سكان المدينة بالرغم أن من حكمها هم اليهود لمدة ألف سنة ، حتى فتحها نبوخذ نصر البابلي في سنة 586 ق م .. ودمرها ونقل يهودها الى بابل .. ثم أعادهم كورش الفارسي سنة 538 ق م ..
وبعد الفرس دخلها الاسكندر المكدوني في سنة 332 ق م ، والرومان سنة 63 ق م .. و قام أحد الأباطرة بهدمها و تأسيس مستعمرة رومانية باسم (إيليا) بقي متداولا ، حيث وجد في عهد الأمان الذي كتبه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما دخلها سنة 15 هـ .. و أخذت اسم القدس و بيت المقدس في العهد الاسلامي ..
وهكذا يتبين لنا أن الباني الحقيقي للقدس هم الكنعانيون ، ومن ملوكهم عليها (ملكي صادق) ، وكان موحدا ، واتخذ من بقعة الحرم الشريف معبدا له ، وكان يقدم ذبائحه في موقع الصخرة ، وما قام به داود و سليمان عليهما السلام من البناء ، كان على أساس قديم ، هو ما بناه ( ملكي صادق) وليسا هما المؤسسين لبيت المقدس ...
يتبع
************************************************** ********
العباسية :
تقع العباسية شرق مدينة يافا ب 13 كم .. وبالقرب من مطار اللد ، وتقع على البقعة التي كانت تسمى ( يهود ) وهي قرية كنعانية و( يهود : مدح ) .. ثم صارت تسمى فيما بعد ب ( اليهودية ) .. حتى غير اسمها مدير مدرستها الأستاذ ( مصطفى الطاهر ) الى ( العباسية ) عام 1936 نسبة للولي المدفون بها ..
و أراضي العباسية من أخصب أراضي فلسطين ، فكان بها أكثر من 400 هكتار مزروعة بالحمضيات و تسقى من أكثر من 150 بئرا ، و حوالي 50 هكتار من الزيتون .. و كان في العباسية سوقا للحصر التي تصنع من بردى بحيرة الحولة .. وكانت تقام بشكل أسبوعي ..
بلغ عدد سكان العباسية عام 1945 حوالي 6000 نسمة ، ينتمون الى عدة حمايل :
1 ـ البطانجة .. وهم من بني تميم و أقاربهم في قرية يازور ..
2 ـ المناصرة : ويعودون الى قرية ( دير دبوان ) وهم من أعقاب المقداد بن الأسود ..
3 ـ الدلالشة
4 ـ المصاروة
5ـ الحميدات و هم أقدم سكان العباسية ، و يقولون أنهم من أحفاد الملك الظاهر بيبرس ..
وفي القرية مقام النبي ( يهوذا بن يعقوب) ومقام الشيخ ( عباس ) ولعله الفضل بن عباس الذي قيل ان قبره في الرملة ..
دمر الأعداء الصهاينة القرية ..في 5/7/1948 و أقاموا مكانها مستعمرة (يهود) ..وقد تكونت لجنة قومية للدفاع عن القرية فجمعوا المال و اشتروا الأسلحة و قاوم أهالي القرية مقاومة عنيفة ..ومن أعضاء تلك اللجنة : زكي محمد عبد الرحيم و وعلي محفوظ أبو لاوي و الشيخ مصطفى أبو سلبد والشيخ خميس حماد وخميس الحجة و عبد الله الرشيد ويونس الحوراني واسماعيل الحنطي ..
************************************************** ********
سنجل :
قرية في شمال رام الله .. تبعد عنها ب 21 كم .. وتقع على الكيلو 38 من طريق القدس نابلس .. ترتفع 800 م عن سطح البحر ..
أقرب قرية لها هي ( ترمس عيا ) .. سميت سنجل بهذا الاسم ، نسبة الى أمير ( تولوز ) في الحملة الصليبية ، ريمون دي سان جيل .. ثم تحولت فيما بعد الى ( سنجل ) ..
ذكرها ياقوت الحموي ، وقال أن فيها الجب الذي وضع فيه أخوة يوسف الصديق أخاهم فيه .. و في القرية بئر ينسبوه السكان الى جب يوسف عليه السلام ..
يعتمد أهل القرية الذي بلغ عددهم عام 1960 حوالي 2000 نسمة ، يعتمدون على زراعة الفواكه .. وصناعة الجرار المزخرفة .. وبالقرية جامع بني على أنقاض كنيسة شيدها الإفرنجة في مزارع الشيخ ( عمرو الضمر ) ..
أهل القرية مسلمون ، منها عائلة عاشور ، التي يعود أصلها الى حوران ، وليس غريبا أن تكون هذه الصلة موجودة ، فبعد كل هجرة و نزوح من فلسطين يتوجه أناس من سنجل الى لواء الرمثا في الأردن ، منهم آل عياد وآل عطير ، والسناجلة .. وهم الآن في مدينة الرمثا .. ويعدون حوالي 2000 نسمة .
************************************************** ********
قباطية :
يلفظ اسم البلدة بفتح القاف والباء وكسر الطاء وفتح الياء قبل التاء المربوطة الساكنة ، وقد يكون اسمها تحريفا ل ( قماطية ) حيث أن الجذر (قمط ) سامي معروف يعني الجفاف أو القبض ..
وهي تبعد حوالي 10 كيلومتر من جهة الجنوب الغربي لجنين .. وتشتهر بزراعة الزيتون والحبوب واللوز والعنب والمشمش وغيرها من الفواكه ، حيث تشغل البساتين فيها أكثر من ألف هكتار .. كما تشتهر ( قباطية ) بحجر البناء المنسوب لها ، والمعروف بصلابته وطول بقاءه .. وكذلك تشتهر البلدة بتربية المواشي والتي ترعى في أحراشها والتي تزيد ايضا عن 1200 هكتار ..
بلغ عدد سكان قباطية عام 1960 حوالي ستة آلاف نسمة ينتمون الى عشائر أبرزها ( أبو الرب ) ويقولون أن أصلهم من العراق ، وتمت تسميتهم بذلك ، كون جدهم كان يعمل في تصنيع ( مربى الفواكه ) .. ومنهم علي أبو عين الذي اغتال حاكم جنين الظالم عام 1938
و الزكارنة ، ويعود أصلهم الى قرية زكريا في الخليل ..
ودار ( اكميل ) وهم من الخليل أيضا ..
وحمولة ( الغرابة ) وهم أقدم من سكن قباطية ومنهم دار (نزال ) ويقولون أن أصلهم من اليمن ..
************************************************** ********
يافا
تلفظ ( يافا ) أو (يافة ) وهي تحريف للاسم الكنعاني ( يافي ) .. ويعني الجميل ، و ومن كان ينسب لها سابقا ، كان يقال له ( يافوني ) .. وتعتبر من أقدم موانئ العالم .. وتقع جنوب نهر العوجا بنحو 7 كم .
لقد بناها الكنعانيون قبل 4500 سنة .. على تلة ارتفاعها 35 م عن سطح البحر .. ، وقد نزل بها نبي الله يونس عليه السلام عام 825 ق م .. عندما هم ليركب السفينة قاصدا (ترشيش ) .. حيث قذفه الحوت عند موقع يسمى باسمه (النبي يونس ) وهو قرب (أسدود) .. وهناك من يقول أن ذلك كان بين (روبين) ويافا ..
فتحها عمرو بن العاص ، وهناك من يقول أن معاوية هو الذي فتحها .. وأضيفت لإدارة ( الرملة ) التي كانت تمثل عاصمة فلسطين بعهد الأمويين ..
عرفت يافا ببرتقالها ، وقد أحضر لها في القرن العاشر الميلادي ، عن طريق تجار عمان ( بضم العين ) .. ثم تطورت زراعته في القرن التاسع عشر ، و أدخلت زراعة أصناف من الحمضيات إثر الحرب العالمية الأولى ك ( الكريب فروت) ..
بلغ عدد سكان يافا عام 1945 حوالي 65 ألف نسمة ، لم يبق منهم بعد الإحتلال سوى أربعة آلاف من العرب ، ثم ارتفع عدد العرب عام 1965 الى عشرة آلاف من أصل 100 ألف ساكن ..
وأحياء يافا ، في البلدة القديمة ، هي الطابية (القلعة) والنقيب والمنشية في شمالها وارشيد والعجمي والجبلية واهريش والنزهة وهناك أحياء بين بيارات الحمضيات تسمى ب ( السكنات ) منها سكنة درويش وسكنة العراينة وسكنة أبو كبير ..
في عام 1954 ضمت يافا الى أحد أحياءها ( الضواحي) وهو تل أبيب ، وبقي العرب يسكنون في حي العجمي ..
**************************************************
بُرقة :
تعني كلمة ( برقة ) بضم الباء ، في اللغة العربية التلون ، وقد ذكر ياقوت الحموي حوالي 100 مكان في الجزيرة العربية بهذا الاسم ، وتعني هنا المكان الذي يحتوي على الحجارة الملونة ..
وفي فلسطين هناك أكثر من مكان بهذا الاسم ، ف (برقة نابلس ) و( برقة رام الله ) .. بالإضافة الى ( برقين ) وان كانت الأخيرة مشتقة من ( بركة ) وهي غرب جنين .. ولا نستطيع نسيان برقوسية غرب الخليل ..
على أي حال فنحن هنا بصدد ( برقة نابلس ) ، وهي تعتبر ثاني أهم قرية من قرى نابلس .. وتقع على بعد 18 كم شمال غرب نابلس .. وترتفع حوالي 500م عن سطح البحر ..
و بها حمولتان رئيسيتان هما : (الأحفاء ) (الحفاة) ويقولون أنهم من قبيلة عتيبة العربية ، وينسب لهم الشيخ يوسف البرقاوي المتوفى سنة 1320هـ وكان شيخ رواق الحنابلة في الأزهر ..والحمولة الثانية : (آل سيف ) ويقولون أنهم من اليمن حطوا في البلقاء ومن ثم نزلوا برقة و هم منتشرون في عدة بلدات في فلسطين ( طول كرم و عرعرة و البروة و ترشيحا ) وهناك قسم منهم نزل دمشق وسموا بآل ( الحنبلي ) حيث تولى الشيخ مصطفى بن سليمان بن سلمان البرقاوي المتوفى سنة 1250هـ قضاء الحنابلة [ مختصر طبقات الحنابلة ] .
بلغ سكان ( برقة ) عام 1980 حوالي 8000 نسمة ، وهم يعتمدون في رزقهم على العمل أولا ، ثم على الزراعة ( الزيتون 2500 دونم والخضار 300دونم ، والفواكه 1500دونم ) ..
في القرية عدة مزارات ، ( القبيبات و رجال الضهرة و بايزيد ) وهي تقع على جبل عالي حوالي 800 م .. كانت تقام عليه الاحتفالات يوم التاسع من ذي الحجة .. وتتسابق الخيول الآتية من القرى المجاورة .. وقد زالت تلك المظاهر والآن تقتصر على زيارة بعض العجائز ..