عماد الفلسطيني المدير العام
عدد المساهمات : 1962
تاريخ التسجيل : 21/03/2009
| موضوع: قرى قضاء الرمله الأربعاء سبتمبر 01, 2010 2:20 pm | |
| قرى قضاء الرملة
أللُّدْ,عرب أبو الفضل , بير سالم,صَرَفَنْد العَمَار, صرفند الخراب ,وادي حُنَيْن , النبي روبين ,البَريّة , عِنّابة ,الكُنيِّسَة, القُبَاب, عَمِوْس , أللطرون ,دير أيُّوب , يالُو,بيت نُوْبا, خربة البويرة , بيت شنة, بئر معين, البُرج ,شلتا, برفيليا, خروبة , خربةالضُهيرية,دانيال , جمزو,دير ابو سلامه, الحديثه, بيت نبالا, دير طريف ,طيرة دندن, قُولِه , ألْمُزَيْرعَة, مجدل يابا ,رَنْتِيس , ألْلُبّن ,نِعْلين, ألْمِدْيَة, شِبْتِين , شُقْبَة,قِبْيَة , بُدْرُس ,دير قِدِّيس, خَرْبتاالحارثية , بِلْعين,النّعاني , أبو شوشة,صَيْدون, دير مُحَيْسِن, بيت جيز , بيت سوسين,خربة بيت فار, خُلْدَة ,الْمَنْصُورة, ام كَلْخَة, ألَُمخَيْزن , قِزَازَة , جِلْيا,ألْخَيْمة, التينة, إدْنِبّة, يِبْنا,زرنوقه, القبيبة ,عاقر , شحمة, المغار, قَطُرَة ,بَشِّيت
اللد
جاء في الحديث الشريف:
إنّ المسيح عليه السلام يقتل الدجّال ـ اليهودي ـ بباب لُدّ.
ـ البكري ـ
أللُّدْ
لكل فتى هند يردد اسمها***وهندي التي لم يحكها أحد لد
ـ اليعقوبي ـ
اللد، بضم اللام (وبعضهم يلفظها بالكسر) وتشديد الدّال(1).
يذكرنا اسم «اللد» بـ«الليدين» أو «اللوديين»، وهم أمة كانت في العصور القديمة تشمل جزءاً كبيراً من سواحل آسيا الصغرى الغربية الواقعة على بحر ايجه، وكانوا على جانب عظيم من الحضارة والتقدم. تُرى هل كان لهذه الأمة علاقة بالفلسطينيين الذين هاجروا من بحر ايجه، ونزلوا بلادنا في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، فخلدوا «الليديين» بتسمية بلدة «اللد» التي أقاموها في موطنهم الجديد؟..
***
تقع اللد في الجنوب الشرقي من يافا، وعلى مسيرة 13 ميلاً، كما تقع في الشمال الشرقي من الرملة وعلى بعد ثلاثة أميال عنها.
أحرقها الرومان عدة مرات، ثم أعادوا بناءها وسمّاها «فاسبسيانوس» «ديرسبوليس ـ Diospolis» بمعنى مدينة «زفس»(2). غير ان اسمها القديم عاد اليها وما زالت تعرف به إلى يومنا هذا.
وكانت «ديرسبوليس» في عهد مسميها مركزاً لمقاطعة كبيرة. من توابعها: بيت ريما ـ Bet Rima ـ من أعمال رام الله اليوم ـ و«Beth Saresa ـ خربة سريسيا من أعمال نابلس» و«بيت نوبا ـ Bet Hannaba» و«صرفند Serefind» و«السافرية ـ Sapherea» و«ألمدية ـ Modin» و«عنّابة ـ Beth Anneba» و«كفر داجو ـ Kefar Dago» في ظاهر بيت دجن، وغيرها.
وفي التقاليد المسيحية ان الحواري «بطرس» زار اللد وشفى فيها «إينياس» أحد سكانها وكان مفلوجاً منذ ثماني سنين.
ولما تنصر «قسطنطين الكبير: 306 ـ 337م» بنى على قبر القديس «جاورجيوس» الآتي ذكره كنيسة تذكاراً له. وفي رواية أخرى أن يأتي هذه الكنيسة هو (يوستنيانوس 527 ـ 565م) فلعله جددها. فقد خربت وأعيد بناؤها أكثر من مرة. وفي العهد المملوكي، استعملت بعض حجارة هذه الكنيسة المهدمة في اقامة جسر «جنداس» الذي بناه بيبرس في شمال اللد.
والكنيسة المذكورة اليوم (1946)، وهي الكنيسة الوحيدة في اللد، من أملاك الروم الأورثوذوكس منذ نحو عام 1870م. وقد أقيم على قسم منها جامع البلدة الحالي. وعلى أحد أعمدة الجامع كتابة يونانية تعود بتاريخها الى ايام الدولة البيزنطية.
ولجاورجيوس المذكور والمعروف عند المسلمين باسم «الخضر» عيد يعرف باسم عيد الخضر أو عيد لد، يحتفل فيه المسلمون والمسيحيون على السواء، في اليوم السادس عشر من شهر تشرين الثاني(3).
قال المعلى بن طريف مولى المهدي:
يا صاح إني قد حججتُ ***وزرت بيت المقدس
وأتيت لُداً عامداً***في عيد مار جرجس
فرأيت فيه نسوة***مثل الظباء الكُنّس
***
وفي فتوح البلدان (ص188) ان اللد فتحها عمرو بن العاص في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد أن تم له فتح غزة وسبسطية ونابلس. وقد اتخذت عاصمة لجند فلسطين إلى أن بنيت الرملة.
ومن حوادث اللد أيام الفتنة في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، دعا والي مصر «محمد بن أبي حُذيفة»(4) إلى خلع عثمان وحرص عليه بكل شيء يقدر عليه، ثم أرسل جيشاً بقيادة «عبد الرحمن بن عُديس»(5) لخلع عثمان. وكن من رؤساء الجيش المذكور «كنانة بن بشر التُّجيبي»(6) وقد شارك في مقتل الخليفة (في ذي الحجة من سنة 35 هـ). ثم عاد الجيش وقواده بعد ذلك إلى مصر.
ولما أراد معاوية بن أبي سفيان المسير إلى «صفِّين» رأى ان لا يترك اهل مصر مع ابن أبي حذيفة فسار إليهم في عسكر كثيف. فخرج اليهم الوالي محمد مع جنده فتقاتلوا في العريش إلى أن تصالحها. وطلب معاوية من محمد أناساً يكونون تحت يده رهناً ليأمن جانبهم إذا خرج إلى صفين. فأخرج ابن ابي حذيفة رناً عدتهم ثلاثون نفساً، فأحيط بهم وهو فيهم. فلما بلغوا اللد سجنهم معاوية بها وسار إلى دمشق. فهربوا من السجن فتبعهم صاحب فلسطين فقتلهم(7). وكان على رأس المقتولين: محمد بن أبي حذيفة وعبد الرحمن بن عُديس وكنانه بن بشر التجيبي(. وكان قتلهم، ومن معهم في السجن، بعد سنة من مقتل عثمان أي في ذي الحجة من سنة 36هـ.
والأرجح ان الساحة الشرقية في اللد، ومغارة الأربعين الواقعة على مرتفع منها في الغرب هي الأمكنة التي كانت مسرحاً لهروب ومقتل ابن ابي حذيفة وجماعته. وينظر أهل اللد للساحة المذكورة نظرة احترام وتقديس.
ان ما يقال من أن عبد الرحمن بن عوف ـ الصحابي المعروف ـ مدفون في جوار اللد هو وهم. والحقيقة انه «عبد الرحمن بن عُديس». فابن عوف توفي في المدينة عام 32هـ: 652م أي قبل مقتل سميه باربع سنوات.
وفي الكتب التاريخية والجغرافية العربية القديمة ان المسيح عليه السلام يقتل الدجّال(9) بباب لد (الطبري 3 ـ 608) و(معجم ما استعجم 4 ـ 1153) و(أحسن التقاسيم 176) و(معجم البلدان 5 ـ 15) و(تقويم البلدان ص227).
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر الدجّال وان اليهود (بني قومه) يكونون من أعوانه. وقال: يقتله عيسى بن مريم هو ومن معه من المسلمين (وفي رواية هو ومن معه من العرب) بباب لُدّ(10).
ومن الذين ذكروا اللد، المقدسي، قال: «لُدّ: وهي على ميل من الرملة، بها جامع يجمع بها خلق كثير من أهل القصبة وما حوله من القرى، وبها كنيسة عجيبة، على بابها يقتل عيسى الدجَّال»(11).
ولما اقترب الفرنج من اللد، وهم في طريقهم إلى القدس، أخلى السكان بلدتهم ويمموا مع أهل الرملة نحو الجنوب الغربي: عسقلان. وكان دخول الفرنج إلى البلدتين المذكورتين في 3 حزيران من عام 1099م. ودعيت اللد في عهدهم «القديس جورج ـ Saint George».
وعلى أثر معركة حطين عادت «اللد» إلى اصحابها الا ان صلاح الدين رأى هدمها وتدمير حصونها حتى لا يستفيد منها ريكاردوس على اثر انتصاراته في عكا وارسوف.
وذكر بعض المؤرخين ان مفاوضات الصلح بين ريكاردوس والعادل سنة 1191م، وقد سبق ذكرها، بدأت في اللد التي كانت مقراً لقيادة العادل. وفيها دُعي ريكاردوس إلى وليمة فاخرة أقامها تكريماً له العادل في 8 تشرين الثاني من عام 1191م. وكان الاحتفال بالضيف شائقاً.
وفي اللد اقترح ريكاردوس ان يكون للعادل كل ما في حوزة أخيه صلاح الدين من فلسطين، على ان يتزوج العادل اخت الملك التي سوف يخصها ريكاردوس بكل ما فتحه من البلاد الساحلية وينبغي للعروسين ان يقيما في بيت المقدس(12).
والمعلوم ان هذه المفاوضات والمقترحات لم تصل إلى اتفاق بين المتفاوضين. ثم عاد الفرنجة واستولوا على اللد واحتفظوا بها طيلة احتفاظهم بيافا.
وفي العهد المملوكي كانت اللد مركزاً من مراكز البريد بين غزة ودمشق تقع بين منزلتي «قطرة» و«العوجاء ـ رأس العين». كما كانت محطة من محطات الحمام الزاجل بين غزة ودمشق(13).
وفي عام 922هـ استولى العثمانيون، في ايام السلطان سليم الأول، على اللد، كما استولوا على غيرها من بلاد الشام. وقد تعرضت اللد، لما تعرضت له يافا والرملة، في العهد المذكور من حوادث ومن بؤس وشقاء.
وفي القرن الثامن عشر للميلاد زارها الرحالة الفرنسي «س. ف. فولني» فذكرها في رحلته بقوله: (وبلدة اللد التي تبعد عن يافا ثلاثة فراسخ، عرفت في قديم الزمان باسم «ديوسبوليس» وهي اليوم تشبه مكاناً أعمل فيه العدو النار والدمار، فلا يرى في البقعة التي ما بين أكواخ السكان وقصر الأغا(14) سوى أنقاض وأطلال وبيوت متهدمة. ومع ذلك تقام فيها سوق يتوافد اليها أهل القرى المجاورة لبيع القطن المغزول.
ونصارى اللد يشيرون باحترام إلى انقاض كنيسة مار بطرس، ويدعون الزوار إلى الجلوس على عمود يزعمون ان القديس كان يجلس عليه. ويشيرون ايضاً إلى مكانين، زاعمين ايضاً انه كان يصلي في الواحد منهما، ويعظ الناس من على الآخر)(15).
وزار اللد إبان الحكم المصري للبلاد في القرن الماضي الدكتور طومسون ووصفها بقوله: «قرية مزدهرة بها نحو 2000 نسمة. عرفوا بنشاطهم وجدهم. وتحيط باللد سهول خصبة غرس فيها الزيتون ومختلف الأشجار. والأرض التي تقع بينها وبين الرملة مملوءة بكروم الزيتون»(16).
***
[size=21]وينسب إلى اللد:
(1) القديس جاورجيوس(17):
فلسطيني، ولد في اللد وقضى في ربوعها أجمل سني الطفولة. وكان أبواه مسيحيان من كبار اللدين غنى وشرفاً، ويحتلان فيها منزلة اجتماعية مرموقة. امتهن مهنة الجندية وأخذ يترقى فيها ترقية سريعة، فأصبح على رأس فرقة مؤلفة من الف جندي... ولتمسكه في مسيحيته أعدم في آسيا الصغرى عام 303م. بعد أن عاش 23 سنة. وكان قبل استشهاده قد أوصى بنقل جسده إلى مسقط رأسه، اللد، فلبى أصدقاؤه رغبته ونقلت رفاته اليها. وعليها أقيمت كنيسة كما ذكرنا ذلك في السابق.
ولهذا القديس أسطورة تعرف باسم أسطورة التنين. تناقلتها الألسن كثيراً وحاولت مدن كثيرة نسب هذه الاسطورة الها أو إلى منطقتها دون سواها. وتتباهى بيروت على غيرها بهذا الادعاء. وتتلخص اسطورة «التنين» التي لا أساس لها، بما يأتي: ان تنيناً هائلاً كان يخرج من البحر ويفترس كل ما يصادفه من حيوان أو انسان، ولكي تبعد المدينة هذا الخطر عنها أخذت ترسل له نعجتين في كل صباح. وبعد مدة من الزمن كان التنين قد أتى فيها على آخر قطعات النعاج، وأصبح من المحتم استبدال النعجتين بشاب أو فتاة يختارهما سوء الحظ بالقرعة.
وأخيراً وقعت القرعة على وحيدة الملك الذي ألبس ابنته أجمل ثيابها وزينها بالجواهر واللؤلؤ. ثم أرسلها إلى البحر بانتظار خروج التنين ليفترس وليمته.
وفي تلك الأثناء ظهر جاورجيوس على الشاطىء مستغرباً وجود هذه البنت وحيدة على ذلك الساحل الخالي من المارة والناس. فلما حدثته عن التنين طلبت منه بالحاح ان يهرب خوفاً عليه من مداهمته له. ووصفته له بأنه حيوان ضخم الجثة له شكل الحية والتمساح ينفث من فمه وأنفه حمماً ولهيباً محرقاً.
وبعد برهة خرج التنين من الماء، ثم فتح شدقيه الكبيرين وتقدم نحو البر. وإذ ذاك وثب جاورجيوس إلى ظهر جواده، وعاجل التنين بطعنة من رمحه الطويل جندلته صريعاً.
دخل جاورجيوس والفتاة البلدة ووراءهما جثة التنين المارد. فحياه الملك وأهل المدينة أجمل تحية شاكرين له انقاذهم من بطش التنين.
وفي عهد الملك ادوارد الثالث 1312 ـ 1377م(18) اتخذ الانكليز هذا القديس شفيعاً لهم.
(2) ابو يعقوب بن سيار اللدي: من علماء القرن الهجري الرابع. وقد تقدم ذكره في ج1 ق1 من هذا الكتاب.
(3) يوسف بن عبد الله بن سعيد عيّاد ـ بتشديد الياء ـ ابو عمر اللدي. حافظ من القراء وعلماء الحديث. له تصانيف، بعد صيته. توفي سنة 575 هـ(19).
(4) القاضي شهاب الدين أحمد بن علي اللدي الشافعي: توفي في القدس عام 880هـ. محدث. وله شهامة ومروءة(20).
(5) غرس الدين خليل اللدي: ذكره صاحب (مفاكهة الخلان في حوادث الزمان) بقوله: «وفي يوم الجمعة خامس عشرة (أي شعبان من عام 885هـ) توفي الشيخ الصالح العالم العلامة المقرىء غرس الدين خليل اللدي الشافعي، الأشعري الأعتقاد، بعد ان توضأ لصلاة الصبح وأراد ان يصلي فتوفي قبل الصلاة بعد أن أقطع أربعة أيام. وكانت جنازته مشهودة. ودفن بمقبرة باب الصغير (بدمشق) رحمه الله رحمة واسعة(21).
(6) عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن الزين الغزي: أصله من اللد، لعله كان أغنى أغنياء غزة مات عام 889هـ(22).
(7) محمد بن ناظر الجيش الشهير بابن بليبل اللدي الشافعي: قاضي جلجوليا وغيرها. قتله مقدم بلاد نابلس المعزول المدعو (توبه) بقصر قرعون بمدينة نابلس سنة 926هـ(23).
( عبد القادر بن محمد العلمي: من الصلحاء توفي في اللد سنة 1079هـ(24).
(9) حسين العلمي: ولي من أولياء الله نزيل اللد(25). وآل العلمي من السادة الأشراف في المغرب نزلت القدس واستقرت فيها ومنهم جماعة استوطنت اللد وغزة.
(10) يس اللدي: من فقهاء اللد في القرن الثاني عشر الهجري تقدم ذكره في ج1 ق1 من هذا الكتاب.
(11) الشيخ سليم بن حسن اليعقوبي ابو الأقبال(26): 1297 ـ 1359هـ: 1880 ـ 1941م. ولد في اللد وتعلم بها ثم بالأزهر حيث أقام 12 عاماً. وعين مدرساً في جامع يافا، فمفتيا لها سنة 1322هـ. وتوفي بمكة بعد تأدية مناسك الحج. وكان ينعت بحسّان فلسطين. له مؤلفات. بعضها مطبوع وبعضها مخطوط ومن المطبوع: حكمة الاسلام وديوان حسنات اليراع والنظرات السبع.
ومن قوله عن فلسطين:
لا تلمني إن أكن فيها أهيم***ما على الهائم فيها من ملام
فهي من الضاد من عهد قديم***وبنو الضاد هم القوم الكرام
قسماً بالله وبالذكر الحكيم***ما لمثلي في سواها من هيام
وهب الله لي القلب السليم***في هواها واصطفاني للسلام
ويمضي فيها إلى ان يختمها بقوله:
ذاك ما ألهمته في وطني***عن هوى حقي وعن قلب سليم
صغته للعربي الفطن***من بني قومي، وللحر الكريم
وكان رحمه الله يتغنى ببلده اللد، في هذا البيت:
لكل فتى يردد اسمها***وهندي التي لم يحكها أحد: لد.
(12) الحاج خليل دهمش: أقام مسجداً في بلده من ماله الخاص. وأنشأ حوله حوانيت أوقفها للانفاق عليه.
وتوفي ودفن في اللد الشيخ محمد بن مصطفى الجسر، ابو الأحوال 1207 ـ 1261هـ. 1792 ـ 1845م. متصوف من أعيان طرابلس. ولد في طرابلس الشام وجاور بالأزهر نحو 13 سنة. له نظم وتعليقات على بعض كتب اللغة والأدب، لم تجمع(27).
وآل الجسر بيت علم في طرابلس، أصلهم من مصر، يرجح ان سلفهم من آل ماقي، نزح من دمياط حوالي سنة 1170 هـ(28).
***
وفي اللد «كنيسة صليبية»، جدِّد قسم من بنائها، ومدافن وأرض مرصوفة بالفسيفساء»(29).
مدارس اللد في العهد العثماني
كان في اللد، في أواخر العهد العثماني، اربع مدارس توزع كما يلي: (1) مدرسة ابتدائية للمعارف تتألف من أربعة صفوف.
(2) مدرسة ابتدائية للروم والأورثوذوكس وهي ابتدائية ضمت في عام 1318 ـ 1319 المدرسي 35 طالباً(30).
(3) مدرستان للبروتستانت. واحدة للبنين تأسس عام 1282 هـ والثانية للبنات احدثت عام 1284هـ. كان بهما في العام المدرسي المذكور 30 طالباً و60 طالبة(31).
اللد في العهد البريطاني الغشوم
ترتفع اللد (50) متراً عن سطح البحر. وفي 1 ـ 4 ـ 1945 بلغت مساحتها (3855) دونماً، منها 645 للطرق والوديان والسكك الحديدية.
وللبلدة أراض مساحتها 19868 دونماً منها 663 للطرق والوديان والخطوط الحديدية ولا يملك اليهود فيها أي شبر.
غرست الحمضيات في 3217 دونماً وكان يحيط باللد عام 1942م 5900 دونم مغروسة بأشجار الزيتون.
والمسافات الآتية، بالكيلومترات تبين بعد اللد وبعد مطارها عن بعض الأماكن:
المطار(32) اللد
القدس: 52
القدس: 47
يافا: 20 عن طريق يلهلما محطة اللد: 3(33)
الرملة: 10
بني شمن:3
حيفا: 100
ملبس ـ بتاح تكفا: 18
بئر السبع: 100
رخوبوت: 14
اللد: 04
كفرعانة: 08
المرشوش: 304
بيت دجن: 14
سكان اللد:
قدرهم يذكر في دليله (ص11) المطبوع عام 1912م بـ7000 نسمة من المسلمين، بينهم 2000 من الروم الأورثوذوكس.
وفي عام 1922م كان عددهم (8103) أنفس يوزعون كما يلي:
7166: مسلماً
0926: مسيحياً
0011: يهودياً
8103: المجموع
وفي عام 1931 ارتفعوا إلى 11250 نسمة
مدارس اللد في 1/1/1948
المدارس التابعة لادارة المعارف:
للحكومة مدرستان: وهما مدرسة اللد الثانوية وهي للبنين ومدرسة بنات اللد الابتدائية.
مدرسة البنين: فتحت هذه المدرسة بعد الاحتلال في بنايتها العثمانية القديمة. وأخذت تتسع وتتقدم في صفوفها حتى صارت ابتدائية كاملة سنة 1932 ـ 1933. وفي سنة 1945 ـ 1946 أحدث فيها صف ثانوي اول وفي سنة 1946 ـ 1947 تأسس فيها صف ثانوي ثان. وفى ـ 1 ـ 1 ـ 1948 بلغ(34) عدد الطلاب 1046 طالباً يوزعون على 19 صفاً يعلمهم 24 معلماً، منهم اثنان على حساب اللجنة المعارف المحلية. وللمدرسة مكتبة فيها 818 كتاباً. ولها أرض مساحتها نحو 14 دونماً منها 9 دونمات خصصت للتعليم الزراعي العملي.
ويلحق بالمدرسة منزل للطلاب أسس سنة 1932 ـ 1933 يتسع لسبعة وثلاثين طالباً. وللمدرسة ايضاً غرفة واسعة تستعمل لتدريب الطلاب على الأعمال اليدوية.
مدرسة البنات: أسست هذه المدرسة بعد الاحتلال البريطاني وهي تقيم في بناية مستأجرة. وفي عام 1942 ـ 1943 أصبحت ابتدائية كاملة. بلغ عدد طالباتها في 1 ـ 1 ـ 1948 (378) طالبة يقوم بتعليمهن 9 معلمات(35). وللمدرسة مكتبة صمت (767) كتاباً.
كانت لجنة المعارف قد قررت اقامة بناء جديد لهذه المدرسة ولكن أجل ذلك للحالة المضطربة التي كانت عليها البلاد في الآونة الأخيرة.
وهناك في اللد مدارس أخرى تقوم بنصيبها في التعليم مع مدارس ادارة المعارف (الحكومية) منها مدرستان للبنات (238 طالبة)(36) وسبع مدارس للبنين 713 طالباً.
وفي البلدة لجنة معارف محلية تقوم بما يترتب عليها من تشجيع التعليم ومساعدة المدارس واقامة ابنية ودفع رواتب. وميزانيتها مندمجة في ميزانية البلدية. وقد بلغ ما صرفت هذه اللجنة على الشؤون التعليمية في المدينة لعام 1947 ـ 1948 المالية 3039 جنيهاً.
احصاءات اخرى عن التعليم في اللد:
اولا:
كانت نسبة المتعلمين في الألف من سكان مدينة اللد من سن 7 سنوات فما فوق، بحسب احصاءات الحكومة لسنة 1931م، كما يلي:
اناث....... ذكور......... اشخاص.........
8......... 310......... 198............ ثانياً: جدول ننقله عن تقارير ادارة المعارف حول التعليم في هذه المدينة: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ السنه المدرسيه / السنه المدرسيه / 1937-1938 / 1944-1945 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 2000 ------------- 2350 ----- عدد البنين الذين هم في سن التعليم5-15 1800 ------------ 2200 -----عدد البنات اللواتي في سن التعليم من 5-15 560 0 ------------ 614 0 ---- عدد طلاب مدارس الحكومه 236 0 ------------ 317 0 ---- عدد طالبات مدارس الحكومه 355 0 ------------ 540 0 ---- عدد طلاب المدارس غير الحكوميه 58 00 ----------- 337 0 ----عدد طالبات المدارس غير الحكوميه ========================== 915 ------------ 1154 --- مجموع عدد الطلاب 294 ------------- 654 ---- مجموع عدد الطالبات 45 ---- 49 -- النسبة المئوية لعدد الطلاب الى عدد البنين الذين هم في سن التعليم من 5 ـ 15 16 ----- 3 النسبة المئوية لعدد الطالبات الى عدد البنات اللواتي هن في سن التعليم من سن 5ـ 15
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة عن جهاد اللديين في سبيل المحافظة على
عروبة بلدهم في العهد البريطاني الغدّار
لقد كان لجهاد أهل اللد وتضحياتهم في مختلف الثورات الفلسطينية أكبر الأثر في إنزال الخسائر في القوات البريطانية التي كانت تحملها السكة الحديدية لنجدة اليهود. ومن أعمال بطولات اللديين في غاراتهم على قطارات السكة قلبهم قاطرة مع ست عربات بين السافرية واللد مما سبب خسائر فادحة.
وفي 24 ـ 7 ـ 1936 نزع الثوار قضيباً من قضبان السكة فوق الجسر الواقع بين محطتي اللد وكفرجنس عند الكيلومتر 107. وقبل أن يمر القطار من فوق الجسر فاجأه الثوار باطلاق الرصاص بكثرة هائلة مما أرغم سائقه على مضاعفة السرعة، كما أخذ أفراد الجند المكلفون بحراسته يقابلون اطلاق الرصاص بمثله. ولما وصلت القاطرة ال موضع القضيب المنزوع فوق الجسر اختل توازنها فارتجت وتدهورت إلى الوادي وجرت وراءها عربتين مما أدى إلى خسائر كبيرة بين الجنود وغيرهم.
وكان على رأس هذا الهجوم البطولي المجاهد حافظ صقر اللدي، الذي وقع، بعد إصابته أسيراً في أيدي النجدات الانكليزية. ولما سألوه عن الذين اشتركوا معه في انتزاع القضبان الحديدية أجاب لم يشترك معي أحد، بل اني قمت وحدي بهذا الواجب الوطني. فقتله البريطانيون انتقاماً.
وعلى أثر حادثة نسف القطار هذه أمرت السلطات البريطانية فنسفت ثلاثة لبيوت لثلاثة مجاهدين من اللد. فكانت هذه الحادثة أول حادثة نسف انتقامية قام بها الانكليز في فلسطين كلها.
وبعد اعلان قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني من سنة 1947م قام اللديون مع بقية أهل البلاد، بشراء السلاح والذخيرة لمحو ذلك القرار.
ولما تدهورت الحالة في يافا وسقطت القرى التي تقع بينها وبين اللد في شهر نيسان من عام 1948 حاول الأعداء التغلب على الرملة واللد واشتبكوا مع المجاهدين في قتال عنيف الا انهم فشلوا في محاولتهم، وكان النصر حليف المناضلين الذين تمكنوا من الاستيلاء على المطار والمحطة ولقد أسقطوا مرة طائرة كانت تحلق فوق المطار.
وبعد ان انتهت الهدنة التي استمرت أربعة أسابيع، في مساء 7 ـ 6 ـ 1948 كان اليهود قد أنزلوا إلى الميدان آلاف الجنود المزودين بأحسن الأسلحة وأقدر الخبراء العسكريين الذين أتوا بهم من اوروبا وأمريكا.
أخذت الطائرات اليهودية تقذف اللد بنيرانها الجهنمية، بينما كان الأعداء يحتلون قرى خُلدة والقباب وعنابه وجمزو ودانيال الواقعة في شرقي اللد، وقرى مجدل الصادق وقوله والمزيرعة وغيرها الواقعة في شمالها وبذلك تم لليهود تطويق الرملة واللد تطويقاً كاملاً. استمر الأعداء في هجومهم فتمكنوا في صباح 10 تموز من الاستيلاء على المطار وفي المساء أغارت الطائرات على الرملة واللد فقتلت وجرحت الكثيرين ودمرت بعض الأماكن. وما كاد النهار ينتصف في يوم الأحد (11 تموز 1948) حتى شن اليهود هجوماً مركزاً على اللد مستعملين المدافع والطائرات وراجمات الألغام. وقد دافع اللديون عن بلدهم دفاع الأبطال، الا ان ذلك لم يجدهم بسبب نفاذ ذخيرتهم وكثرة المهاجمين ومعداتهم الحربية، فدخل اليهود البلدة في مساء ذلك اليوم من جهة «بن شمن» بالمصفحات وسيارات الجيب، بينما دخل مشاتهم من ناحية (جمزو). أخذ اليهود بعد ذلك يطلقون الرصاص على الأهالي بدون وعي. فقتلوا (426) شخصاً منهم 167 قتلوا في المسجد. وقد بلغت خسائر اللدين منذ بدء النضال نحو 1500 شخص. وفي 13 تموز أخذ الاعداء يجبرون السكان على الرحيل، لا يفرقون بين شيخ وطفل وامرأة، ولم يسمحوا لأحد منهم أن يحمل شيئاً من نفوذه أو متاعه، وقد جردوا النساء من حليهن. وأخيراً وبعد عناء شديد وصل الراحلون إلى رام الله، بعد أن مات منهم في الطريق 350 شخصاً. مات أكثرهم عطشاً.(37)
هذا ولم يبق من سكان اللد العرب البالغ عددهم نحو 19000 عربي سوى 1052.(38) وفي 31 ـ 12 1149 بلغ عدد سكان المدينة المذكورة 450/10 منهم 9400 يهودي.(39)
وفي احصاءات الأعداء، ان عدد سكان اللد بلغ في عام 1966م (000/25) نسمة، وفي آخر احصاء 000/28 نسمة، فيها مصانع للسجائر والورق ومصنع لقطع غيار الراديو.
***
تعرف الأراضي الواقعة في شمال اللد باسم «أراضي جنداس»(40) يحيط بها أراضي اللد والحديثة وبن شمن وبيت نبالا وصرفند العمار. ومساحة أراضي جنداس 4448 دونماً منها 123 للطرق والوديان والسكك الحديدية. وجميعها ملك للعرب. وقد غرس البرتقال في 290 دونماً.
والى هذه الأراضي نسب الجسر الذي أقامه الظاهر بيبرس في عام 671 هـ: 1273م وقد نقش عليه، فضلاً عن الكتابة التي تقول بأنه بني في السنة الهجرية المذكورة، شعار السلطان المذكور الذي يتكون من الأسد المتحفز. طول الجسر 30 متراً ويتألف من ثلاثة أقواس. ويعد هذا الجسر، الذي يبعد نحو ميلين عن اللد، أجمل الجسور في فلسطين.
ويعتبر السلطان(41) الظاهر بيبرس المؤسس الحقيقي لدولة المماليك، وله عمائر كبيرة في الشام ومصر. نقتصر على ذكر بعضها مما أنشأه في فلسطين: (جدد قبة الخليل عليه السلام ورمّ شعتَه وأصلح أبوابه وميضأته وبيضه وزاد في راتبه المجرى عليه وعلى قوّامه ومؤذنيه ورتّب له من مال البلد ما يجري على الواردين عليه والمقيمين به. وجدد بالقدس الشريف ما كان تداعى من قبة الصخرة وجدد قبة السلسلة وزخرفها، وأنشأ خاناً للسبيل، وبنى به مسجداً وطاحوناً وبستاناً وفرناً، وبنى على قبر موسى عليه الصلاة والسلام قبة ومسجداً وهو عند الكثيب الأحمر، ووقف عليها وقفاً، وجدد بالكرك برجين كانا صغيرين فهدمهما وكبرهما وعلاهما، ووسع مشهد جعفر الطيار ووقف عليه زيادة على وقفه، وعمّر جسر دامية بالغور ووقف عليه وقفاً برسم ما عساه يتهدم من عمارته، وأنشأ جسوراً كثيرة بالساحل والغور وعمّر قلعة فاقون وبنى بها جامعاً ووقف عليه وقفاً وبنى حوض السبيل وجدد جامع الرملة وأصلح مصالحها وأصلح جامع زرعين وما عداه من جميع البلاد الساحلية وجدد ماسورة لقلعة صفد وبنى بربضها جامعاً حسناً...
وجدد ما تهدم من قلعة صرخد وجامعها ومساجدها وكذلك فعل ببصرى وبعجلون والصلت..(42) وغير ذلك من العمائر الكثيرة التي ذكرناها في مختلف اجزاء هذا الكتاب.
توفي الظاهر بيبرس في 28 المحرم سنة 676 هـ: 30 حزيران 1277م في دمشق بعد أن حكم أكثر من سبع عشرة سنة.
ذكرت الوقائع الفلسطينية جسر جنداس (ص 1508) بقولها: جسر عليه كتابة ورنوك».(43)
***
وبعد نكبة عام 1948م انشأ الأعداء المستعمرات أو القلاع الآتية في ظاهر اللد:
(1) زيتان ـ Zeitan. تقع في شمال اللد الغربي.
(2) ياجل ـ Yagel. تقع بالقرب من المطار.
(3) أحيعزر ـ Ahi'Ezer. تقع بين قلعتي (1) و(2).
(4) جناتوه ـ Ginnatoh. للشرق من اللد، في جوار بن شمن.
قرى قضاء الرملة
الديار اليافية : الرملة وجوارها
ملحوظات هامة:
1ـ ان المساحات الواردة في هذا البحث تعود بتاريخها إلى 1/1/1945.
2ـ ان احصاء الطلاب والطالبات حسب ما كانت عليه في 1/1/1948.
3ـ ان احصاءات الملمين بالقراءة والكتابة. حسب تعدادها في عام 1947.
3ـ ان الاحصاءات المتعلقة بالزيتون، وجميعه للعرب، حسب تقديرها في عام 1941 ـ 1942.
مالم يذكر غير ذلك.
عرب أبو الفضل
والأصح «عرب الفضل» نسبة إلى ان اراضيهم من أوقاف الصحابي الجليل «الفضل بن العباس» المار ذكره. ويعرفون ايضاً باسم «عرب السّطَرِية» نسبة إلى موقع «السطَر» الذي نزحوا منه، وهو يقع في جوار خان يونس.
تقع مضارب هؤلاء العرب في ظاهر الرملة الشمالي الغربي، في نحو منتصف الطريق بينها وبين صرفند العمار.
بلغت مساحة أراضي عرب الفضل 2870 دونماً منها 153 للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها شيئاً. غرست الحمضيات في 818 دونماً. وتحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى صرفند العمار والسافرية وبير يعقوب والرملة.
بلغ تعداد عرب السطرية في عام 1931م (1565) نسمة ـ 712 ذ. و853ن. وفي 1/4/1945م انخفض العدد المذكور إلى 510 أنفار جميعهم مسلمون.
لم يؤسس لهؤلاء العرب مدرسة لاطفالهم طيلة الحكم البريطاني المخزي.
بير سالم
ترتفع 75 متراً عن سطح البحر، وتقع في ظاهر الرملة الغربي في نحو منتصف الطريق بينها وبين وادي حُنَين. وفي الشمال من بير سالم وعلى مسافة قريبة منها بنيت مستعمرة «بير يعقوب». وتقدر المسافة بين يبنا وبير سالم بنحو تسعة كيلومترات.
لـ «بير سالم» أراض مساحتها 3201 من الدونمات منها 113 للطرق والوديان والسكك الحديدية ولا يملك اليهود فيها أي شبر. غرست الحمضيات في 642 دونماً. كما غرس الزيتون في 267. تحيط بأراضي بير سالم أراضي «بير يعقوب» و«وادي حنين» و«رخربوت ـ ديران» والرملة.
بلغ عدد سكان بير سالم في عام 1945م (410) من المسلمين. ولم يؤسس لهم مدرسة في العهد البريطاني الظالم.
كان الجنرال اللنبي، في زحفه على فلسطين، قد اتخذ منطقة بير سالم مقراً له. وكان هذا المقر يقع على بعد عشرة أميال (16 كم) عن يافا وخمسة وعشرين ميلاً (40 كم) عن القدس.
وفي أثناء اقامة اللنبي في «بير سالم»، وبينما كان معظم فلسطين لا يزال بيد العثمانيين قدم عليه، في أوائل عام 1918م وفد يهودي برياسة «وايزمن» بتوصية من «لويد جورج» رئيس وزراء بريطانيا، وذلك تمهيداً لتطبيق سياسة الوطن القومي اليهودي في فلسطين. وكان هذا الوفد مؤلفاً من زعماء يهود بريطانيا وفرنسا وايطاليا
صَرَفَنْد العَمَار
بالفتح وسكون النون. قد تكون كلمة «صرفند» تحريف لكلمة «صَرْفَة» السريانية بمعنى «صهر المعادن وتنقيتها». وفي العهد الروماني عرفت باسم «صريفين ـ Sarifin» من أعمال «اللد ـ ديوسبوليس Diospolis».
ذكر الرحالة علي الهروبي المتوفي عام 611 هـ صرفند في «كتاب الارشادات إلى معرفة الزيارات ص 33» صرفند بقوله «صرفند قرية في ظاهر مدينة الرملة بها مسجد لقمان الحكيم».
وفي عام 1143 هـ مرّ بصرفند الرحالة مصطفى أسعد اللعتيمي وقال انه زار فيها مقام لقمان على ما هو مشهور.
وصرفند العمار (36 دونماً)، ترتفع 50 متراً عن سطح البحر، تقع في الشمال الغربي من الرملة، على الطريق العام بينها وبين يافا وعلى مسيرة خمسة كيلومترات من بين دجن وثلاثة من الرملة. كما تقع في الجهة الغربية من اللد بينها وبين «عيون قارة» وعلى بعد أربعة كيلومترات عن كل منهما.
لقرية صرفند العمار أراض مساحتها 13267 دونماً منها 565 للطرق والوديان وغيرهما و761 دونماً تسربت لليهود. تحيط بها أراضي الرملة واللد وعرب السطرية والسافرية وجنداس.
***
غرست الحمضيات في 3770 دونماً منها 261 غرسها اليهود. وفي أراضي القرية 120 دونماً مغروسة بالزيتون.
كان في صرفند العمار في عام 1922م (862) نسمة ارتفعوا إلى 1183 شخصاً في عام 1931م ـ 620 ذ و563 ن ـ. بلغوا في عام 1945م (1950) شخصاً مسلمون بينهم 40 مسيحياً.
وفي صرفند العمار مدرستان واحدة للبنين واخرى للبنات. تأسست مدرسة البنين في عام 1921م بمعلم واحد. وفي عام 1946 ـ 1947 أصبحت ابتدائية كاملة. بلغ عدد طلابها 292 طالباً يعلمهم ثمانية معلمين تدفع القرية رواتب ثلاثة منهم. وللمدرسة أرض واسعة، مساحتها 14 دونماً، يستعمل قسم كبير منها في تدريب الطلاب على الأعمال الزراعية. وهناك فروع اخرى يهتم بها كالاعتناء بالدواجن وتربية الأرانب والنحل وتفقيص الصيصان. وللمدرسة مكتبة ضمت 414 كتاباً.
وفي صرفند العمار 750 رجالً يلمون بالقراءة والكتابة.
واما مدرسة البنات فقد تأسست في عام 1947م. بها 50 طالبة تعلمهن معلمتان. تدفع القرية عمالة أحداهن.
***
لُقمان الحكيم:
في قرية صرفند مقام يؤكد السكان انه يضم رفات (لقمان الحكيم) وفي الأنس الجليل ان قبره بقرية صرفند، وعليه مشهد وهو مقصود للزيارة اننا لا نستبعد صحة هذا القول. لأن الحكيم المذكور يعود بأصله إلى «المَدْيَنيين»(44) الذين استقروا في جنوبي فلسطين وان شتيتاً منهم نزلوا أماكن اخرى من البلاد. وقد بينا ذلك في ج1 ق1 من هذا الكتاب.
والأرجح ان لقمان الحكيم هذا ظهر في القرن العاشر قبل الميلاد. وفي الأنس الجليل انه كان على عهد النبي داود. وفي القرآن الكريم سورة باسمه(45). لقب بالمعمر لطول عمره. وفي الأمثال والحكم عبارات شتى تعزى إلى لقمان، بحيث أصبح مرد كثير من الحكم العربية.(46)
قيل إنّه كان نجاراً أو راعياص أو مولى «القَيْن بن جسر»(47). وأضحى شخصية أسطورية.
وفي سورة لقمان نماذج من حكمه التي وجهها لابنه. قال تعالى:
«وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إنّ الشرك لظلم عظيم * ووصينا الإنسان بوالديه حملته امه وهناً على وهن وفِصَاله(48) في عامين أن اشكر لي ولوالدين إليَّ المصير * وان جاهداك على أن تشري بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً. واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون(49) * يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إنّ الله لطيف خبير(50) * يا بني! أقم الصلاة وأُمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ان ذلك من عزم الأمور * ولا تُصَعِّر خدَّك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحاً. إنّ الله لا يحبّ كل مُخْتال فخور(51) * واقصد في مشيك وأغضض من صوتك ان أنكر الأصوات لصوت الحمير».(52) ومن أمثال لقمان، وهي على ما نعلم من أقدم الأمثال:
(1) ربّ أخ لك لم تلده أمك.
(2) الصمت حُكم(53)، وقليل فاعله.
(3) كل إمرء في بيته أمير.
(4) كل امريء بشأنه عليم.
(5) آخر الدواء الكي.
***
وتحتوي «صرفند العمار» على مدافن وصهاريج وناووس.(54)
***
وفي أراضي صرفند العمار أقيمت المنشآت العسكرية الضخمة للمركز العام للجيش البريطاني وقواته الجوية في هذا الشرق. كما انشأت الحكومة البريطانية الظالمة، معتقلاً، تعتقل فيه احرار الفلسطينيين.
ومن حوادث صرفند العمار في نيسان من عام 1948 قيام جنديين بريطانيين في نسف ملجأ «الرجأ»(55). وفي هذا يقول مؤلف النكبة (1 ـ 154): «وفي 5 نيسان 1948 نسف ملجأ الرجاء. وكان الشيخ حسن سلامه قد اتخذه مقراً لقيادة القطاع الغربي في المنطقة الوسطى. واستشهد في هذا الحادث ستة أشخاص، كانوا يقومون على حراسة الملجأ، وقد جرى نسفه ليلاً.
وظن الناس بادئ ذي بدء ان الذين نسفوه هم اليهود. ولكن سرعان ما علموا انهما جنديان بريطانيان. وقد اعترفا بذلك أحدهما استرالي والثاني انكليزي. اعترفا عندما أسرهما المناضلون في معركة وادي الصرار، انهما نسفا الملجأ بتحريض من اليهود وقد أغروهما بالمال والنساء. وكانا قبل تلك المعركة يتظاهران بحبهما للعرب.
فسيقا إلى محاكمة المناضلين بأمر من القائد. وقتلا رمياً بالرصاص بعد أن ثبت ادانتهما.
***
أقام اليهود المستعمرتين أو القلعتين الآتيتين في بقعة صرفند العمار:
(1) تسريفين ـ Tserefin: أقيمت على انقاض صرفند العمار في عام 1949، بلغ عدد ساكني المستعمرة في عام 1961م 223 يهودياً.
(2) تالمي منشه Talmei - Menshe: أقيمت في عام 1955 بين صرفند العمار والرملة.
صرفند الخراب
ترتفع 50 متراً عن سطح البحر، تقع في الجهة الجنوبية الغربية من الرملة وفي الجهة الجنوبية الغربية من سميتها صرفند العمار، كما تقع في ظاهر «وادي حنين Nes Tsiona» الشمالي الشرقي بينها وبين «عيون قاره ـ Rishon le Zion»، وكانت تعرف في السابق باسم «صرفند الصغرى».
لهذه القرية اراض مساحتها 5503 دونمات منها 285 للطرق والوديان و33 دونماً مساحة القرية نفسها. وبلغ ما تسرب لليهود من أراضيها 1611 دونماً. غرست الحمضيات في 4235 دونماً. منها 1987 غرسها اليهود في أراضيهم. تحيط بأراضي صرفند الخراب، أراضي بير يعقوب وبير سالم ووادي حنين.
كان في قريتنا هذه في عام 1922م (385) نسمة، وفي عام 1931م ارتفعوا إلى 974 ـ 511 ذ. و463 ن ـ بينهم 33 مسيحياً (21 ن و12 ذ) و3 من اليهود (1 ذ و2 ن) والباقي مسلمون. وللجميع 206 بيوت. وفي عام 1945 م بلغوا 8040 عربياً بينهم 110 من المسيحيين.
تأسست مدرسة صرفند الخراب عام 1920 بمعلم واحد. ثم أخذت تتقدم وتنمو حتى أصبحت في عام 1943 ـ 1944 مدرسة ابتدائية كاملة، بلغ عدد طلابها 258 طالباً يعلمهم ثمانية معلمين، تدفع القرية عمالة واحد منهم. ومن الطلاب الذين يتابعون دراستهم في هذه المدرسة عدد كبير من القرى المجاورة كوادي حنين وبير سالم وروبين وغيرها. ولكن أكثرهم يردها من وادي حنين، يقدر عدد طلاب هذه القرية بنحو ربع طلاب مدرسة صرفند الخراب. وللمدرسة 16 دونماً يتابع الطلاب فيها دروسهم الزراعية العملية. تضم مكتبة المدرسة 425 كتاباً.
وفي صرفند الخراب 130 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
وفي القرية المذكورة مدرسة ثانية للبنات انشئت في عام 1945. بلغ عدد طالباتها 46 طالبة. تقوم بتعليمهن معلمة واحدة.
وتحتوي القرية على «بركة وبناء معقود (البويرية)».(56
وادي حُنَيْن
يجوز ان تكون كلمة (حُنَيْن) تصغير الحنان وهو الرحمة، تصغير ترخيم. الأرجح ان فرقة من قبيلة (قُضَاعَة) نزلت هذه الجهات وسمتها باسم البقعة التي كانت تقيم فيها في وطنها الأول: حَضْرَمَوْت.
ترتفع وادي حنين 50 متراً عن سطح البحر وتقع في القرب من الرملة، تجاور مستعمرة (نس زيونا ـ NesTsiyona)، كما تقع في الجنوب الشرقي من يافا، على بعد نحو 18 كم عنها.
لوادي حنين أراض مساحتها 5401 من الدونمات منها 187 للطرق والوديان و3211 دونماً من أملاك اليهود. غرست الحمضيات في 3937 دونماً منها 2089 غرسه اليهود.
كان في وادي حنين في عام 1922 (195) نفراً. وفي عام 1931 بلغوا 280 عربياً ـ 150 ذ. و130 ن ـ لهم 55 بيتاً. وفي عام 1945م ارتفعوا إلى 1630 مسلماً.
يداوم طلاب هذه القرية على مدرسة صرفند الخراب المجاورة، وعددهم 65 طالباً. أزال اليهود هذه القرية من عالم الوجود وحولوا مستجدها إلى متحف.
النبي روبين
يقع في الجنوب من يافا وعلى مسيرة نحو 9 اميال عنها. مساحة أراضيه 31002 من الدونمات منها 8 للطرق والوديان وجميعها وقف اسلامي. وقد غرس البرتقال في 683 دونماً. ويحيط بأراضي النبي روبين اراضي يبنا والمستعمرات أو القلاع المجاورة. ويقيم في هذه الأراضي «عرب النبي روبين» وهم بأصلهم يعودون إلى «عرب الملالحة» من سيناء. بلغ عددهم في عام 1954م (1420) نسمة.
ومقام «النبي روبين» يقوم على ساحل النهر الجنوبي، على مسافة قليلة من مصبه في البحر، عند ابتداء النهر في جريه، وذلك في ظاهر المقام الجنوبي الشرقي حيث يقع «تل السلطان»، الذي كانت تقوم عليه قلعة رومانية ويحتوي اليوم على «تل أنقاض وشقف فخار».(57)
وأما «عين المالحة» الواقعة بالقرب من المصب فتحتوي على «شقف فخار على سطح الأرض وأدوات من الصوان يرجع عهدها إلى ما قبل التاريخ».(58) ويحتوي «تل يونس» الواقع في نحو منتصف المسافة بين مصب النهر ويوفا، على: «تل انقاض وشقف فخار وقرميد وقطع من الفسيفساء ودبش».(59)
تأسست مدرسة عرب النبي روبين في عام 1946م. وفي 1/1/1948 بلغ عدد طلابها 56 طالباً يعلمهم معلم واحد. وعدد من يلم بالقراءة والكتابة من هؤلاء العرب عشرة رجال.
***
ان المقام المعروف باسم «النبي روبين» لا صلة له باليهودي «روبين بن النبي يعقوب».(60)
ولد «روبين» هذا في شمال سورية، وبعد أن أقام مع والده واخوته في جبال نابلس وجوارها مدة نزحوا جميعاً إلى مصر في نحو 1656 ق. م وفيها توفي.
والذي نرجحه أن معبداً للكنعانيين ولغيرهم من الوثنيين كان يقوم على المقام المذكور، وبقي السكان يحملون لهذه البقعة الاحترام والتقديس، بعد أن استبدلوا ديانتهم، إلاّ انهم حولوا ذلك التقدير بما يناسب معتقداتهم الدينية الحديثة.
ونرجح ايضا ان هذا القول يصدق على الأسماء التي تحمل اسماء الانبياء في مختلف انحاء البلاد مثل «النبي سيرين» في قرية «سيريس» من أعمال جنين و«النبي عرفات» في «قطرة اسلام» و«النبي الياس» في جوار قرية عزون من أعمال طول كرم و«النبي روبين» في قرية «رابا» في قضاء جنين وغيرها.
و«النبي روبين» مشهور بموسمه المعروف. يبتدي من أول الشهر الهجري الذي يدخل مع شهر أيلول وينتهي بآخره ويؤمه خلق كثير من بلاد يافا وغزة، يقيمون أياماً في سرادقهم وينفقون أموالاً كثيرة، ويتلون في المقام القرآن الكريم وغيره، كما تقم فيه المسرات والأفراح.
ولعل هذا الموسم يعود بتاريخه إلى ان المبعد الذي اقيم في هذه الجهات في العصور الخالية كان أضخم وأقدس المعابد المجاورة، مما جعل السكان يحجون اليه في وقت معين في السنة. ولما استبدل السكان معتقداتهم حولوا ذلك الحج إلى ما يناسب ديانتهم الحديثة وأحوالهم الاجتماعية. والله أعلم
وقد أقام الأعداء بعض المستعمرات أو القلاع في أراضي روبين الوقفية نذكر منها:
(1) بالماهيم ـ Palmahim. انشئت سنة 1949 عند مصب النهر. كان بها في عام 1961 (181) يهودياً.
(2) غان سورق ـ Gan Sorek: اقيمت في عام 1956. بلغ عدد ساكنيها في عام 1961م (117) يهودياً.
البَريّة
ألبَرِيّة، بمعنى الصحراء وجمعها «براري» ويقال: «خرج برّا» أي إلى البحر والصحراء. وقرية البريّة هذه تقع على مسيرة ستة كيلومترات للجنوب الشرقي من الرملة. مساحتها 55 دونماً وترتفع 100 متر عن سطح البحر.
تملك البرية «2831» دونماً منها 73 للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها شيئاً. وتحيط بهذه الأراضي، أراضي قرى «عنابة» و«القباب» و«أبو شوشة» والرملة.
بلغ عدد سكانها في عام 1922 (295) نفراً. وفي عام 1931 ارتفعوا إلى 388 ـ 200 ذ. و188 ن ـ مسلمون ولهم 86 بيتاً. وفي عام 1945م بلغوا 510 نفوس.
أسست مدرستها في عام 1943م. ضمت 48 طالباً يعلمهم معلم واحد. ولها مكتبة حوت 82 كتاباً. وفي البرية 20 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
ومما هو جدير بالذكر ان اللجنة الملكية البريطانية زارت هذه القرية إبان زيارتها للبلاد في عام 1936 وكتبت عنها في تقريرها ما يأتي:
(زرنا في أحد الأيام قرية البرية من أعمال قضاء الرملة، تلك القرية التي منحتها الحكومة 500 جنيه بغية تحسينها. ففي هذه القرية يقيم ثمانون عائلة يبلغ عددهم 400 نسمة تقريباً. ويعتاشون من الزراعة وحدها. وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في هذه القرية 740 فداناً انكليزياً، ويستهلك أهل القرية عادة كل ما ينتجونه من الغلال ولا يفيض عن حياتهم منها للبيع إلاّ النزر اليسير. غير ان لهذه القرية ميزة فريدة في بابها ذلك انها كانت في طليعة القرى التي شرعت في تربية النحل، وفي وسعها الآن ان تورد الخلايا الفائضة عن حاجتها للقرى الاخرى، ويبلغ ايرادها من بيع النحل والعسل الف جنيه في السنة. ويضطر أصحاب الخلايا في أوقات معينة من السنة إلى نقل النحل إلى أماكن جديدة كبساتين البرتقال مثلاً، الامر الذي استوجب تعبيد طريق تصل هذه القرية بالطريق العام. فقدم أهل القرية العمال مجاناً وقدمت الحكومة اعانة قدرها 500 جنيه صرف قسم منها في بناء جسر فوق واد كانت تفيض مياهه في أيام الشتاء، اما المنحة الباقية من هذه المنحة فستخصص لانشاء المجاري في القرية التي هي في مسيس الحاجة اليها، ولتحريج قسم من اراضيها. وليس في القرية مدرسة على الرغم من ان سكانها دفعوا 75 جنيهاً لانشاء بناية لها، ولا تتسع مدرسة القرية المجاورة لابناء هذه القرية. اما الأساليب الزراعية المتبعة فيها فبسيطة اذ يقرن الجمل والحمار تحت النير لحرث الأرض. ويجمع زيل المزارع ويخزن للوقود. والري في هذه القرية متعذر وهي تعتمد على ما يتساقط من الأمطار. اما في الصيف فيجلب سكانها الماء من قرية مجاورة تبعد عنهم نحو نصف ميل. وقد قيل لنا ان اراضي القرية ليس كافية وان البعض من أهاليها يذهب إلى المدن سعياً وراء العمل. ذلك لأنّ أهالي القرية كانوا يمتلكون أرضاً في قرية مجاورة ولكنها بيعت لليهود. ان ما ارتسم في اذهاننا اثر زيارتنا لهذه القرية هو أن أهلها قد اجتمع عليهم الفقر والجهل، ولكنهم مع ذلك يرغبون في النهوض بالقرية رغبة لا يكادون يشعرون بها هم أنفسهم).(61)
***
وقد أقام المغتصبون المستعمرتين الآتيتين على أراضي هذه القرية:
(1) آزاريا ـ Azaria، بمعنى «مساعدة الله». اقيمت في عام 1949م كان بها في عام 1961م (419) يهودياً.
(2) كفار شموئيل ـ Kefar Shamuel. تأسست عام 1950م في ظاهر قرية البرية الشرقي، كان بها في عام 1961م (324) يهودياً.
دعيت باسمها هذا نسبة إلى الزعيم الاميركي الصهيوني شموئيل ستيفن وايز ـ Shamuel StephenWise.
الديار اليافية : اللد وجوارها
عِنّابة
بكسر أوله وفتح ثانيه مع التشديد وفتح رابعه وهاء في نهايتها. وهي تحريف «عُنّابة» بالضم، واحدة «العُنّاب»(62). ولعلها دعيت بذلك لغلبة شجر العناب عليها في زمن سابق.
وفي العهد الروماني عرفت قريتنا هذه باسم «Beta Annaba» من أعمال اللد.
وكان في الرملة «درب مسجد عنابة» وحي من أحيائها يسمى عنابة.
وعنابة اليوم قرية تقع في الجهة الشرقية من الرملة ـ بأنحراف قليل إلى الجنوب ـ، كما تقع في الشمال الشرقي من قرية «البرية» وعلى نحو ميلين منها. مساحتها 55 دونماً وترتفع 155 متراً عن سطح البحر.
لـ «عنابة» أراض مساحتها 12857 دونماً منها 357 للطرق والوديان و21 دونماً تسربت لليهود. تحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى جمزو وخروبة والكُنيسة والقباب والبرية ودانيال والرملة. غرس الزيتون في 573 دونماً والحمضيات في 111 دونماً.
كان في عنابة في عام 1922م (863) نسمة. ارتفعوا في عام 1931 إلى 1135. ـ 549 ذ. و586 ن ـ مسلمون ولهم 288 بيتاً. وفي عام 1945م بلغوا 1420 عربياً.
وفي عنابة مدرسة تأسست سنة 1920م بمعلم واحد، ثم أخذت تنمو وتتسع حتى بلغ عدد طلابها 167 طالباً يعلمهم أربعة معلمين. اثنين منهم على حساب القرية. وللمدرسة مكتبة ضمت 383 كتاباً.
وفي القرية 220 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
أزال الأعداء «عنابة» من الوجود بعد أن قتلوا وأجلوا سكاها عنها.
***
و«عنابة» ـ 000/78 نسمة ـ أيضاً مدينة من امهات مدن القطر الجزائري وهي من جملة المدن ا | |
|
عماد الفلسطيني المدير العام
عدد المساهمات : 1962
تاريخ التسجيل : 21/03/2009
| موضوع: رد: قرى قضاء الرمله الأربعاء سبتمبر 01, 2010 2:22 pm | |
| تابع قرى الرمله
أللطرون
تقع في الجهة الجنوبية الغربية من عمواس وعلى بعد نحو ميل واحد عنها. ترتفع 200 متر عن سطح البحر. وهي قرية متواضعة لا تزيد مساحتها عن اربعة دونمات. والكيلومترات الآتية تبين بعد اللطرون عن بعض المدن الفلسطينية:
القدس: 28 يافا: 34 غزة: 66 رام الله: 34 الرملة: 16
لقرية أللطرون أراض مساحتها 8376 دونماً منها (279) للطرق والوديان و134 دونماً تسربت لليهود. وتحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى عمواس وبيت محسير (قضاء القدس) وبيت سوسين والقباب والخلايل.
يزرع في هذه الأراضي الحبوب والبقول، وفيها نحو 203 دونمات مغروسة بأشجار الزيتون.
كان في اللطرون في عام 1922م (59) شخصاً. وفي عام 1931 بلغوا 120 ـ 104 ذ. و46 ن ـ مسلمون، بينهم 3 من المسيحيين وللجميع 16 بيتاً. وفي عام 1945 قدروا بـ(190) عربياً وهؤلاء السان يعودون بأنسابهم إلى بيت نوبا ودير أيوب ودير أبان وعنّابة وبيت محسير وبيت سوسين وغيرها. نزلوا في القرن الماضي في عهد المتصرف «ثريا باشا»، فعمروها، بعد ان كانت خربة، واستغلوا أراضيها.
يشرب السكان من «بئر الحلو» الواقع على طريق القدس ـ يافا. فقد جرت مياهه بالأنابيب إلى بيوت اللطرون. وقد كان الفضل في ذلك لدير اللطرون المجاور.
لم يؤسس في القرية مدرسة، بل كان الراغبون في تعليم أولادهم يرسلونهم إلى مدرسة عمواس المجاورة. وفي اللطرون ثلاثة رجال يلمون بالقراءة والكتابة.
***
قد تكون «اللطرون» تحريف لكلمة «ناطرون» من نظر العربية. وقد تكون غير ذلك. وفي العهد الروماني كانت في بقعتها قلعة حصينة، وفي حروب الفرنجة عربت باسم «النطرون»، بنى فيها فرسان المعبد قلعة دعوها « LeToaon des Chevaliers».
ولما تحرك ريكاردوس في نهاية تشرين الأول من عام 1191م من يافا قاصداً بيت المقدس، بعد انتصاراته في ارسوف ودخوله الرملة واللد كان صلاح الدين معسكراً هو ونده في «النطرون»(79) لحماية بيت المقدس. وعندما علم باتجاه ريكاردوس نحو النطرون أسرع إلى هدمها وهدم حصونها، كما هدم الرملة من قبل. واتجه في سرعة نحو بيت المقدس لتقوية استحكاماتها واعدادها للدفاع. وهكذا تمكن ريكاردوس من احتلال النطرون وبيت نوبا وصار على مقربة من بيت المقدس. ولما خابت آمال ريكاردوس بالاستيلاء على القدس انسحب إلى النطرون فعسكر فيها وكان ذلك في سنة 1192م.
وقد ذكر صاحب معجم البلدان «النطرون» مرتين: الأول باسم «أطرون من نواحي الرملة بفلسطين» ـ 1 ـ 218، والثانية باسم «أللطرون، حصن بين بيت المقدس والرملة، كان مما فتحه صلاح الدين في سنة 583هـ» 4 ـ 33.
وتحتوي اللاطرون على «انقاض حصن، ومدافن منقورة في الصخر وقناة ماء»(80).
***
تقع «اللطرون« في «المنطقة الحرام ـ No Man's Land»(81) من قطاع اللطرون، باب الواد، على الطريق العام بين القدس ويافا ومساحة هذا القطاع نحو (15500) فدان.
وتقع في هذه المنطقة ايضاً قرية «دير أيوب» ومضخة المياه الجارية في الأنابيب من نهر العوجاء إلى القدس. ومما هو جدير بالذكر ان المجاهدين تمكنوا في 11 آب من عام 1948 من نسف المضخة المذكورة مما كان له الأثر الكبير في الضغط على يهود القدس، لقلة المياه التي كانوا يحصلون عليها بوسائل أخرى.
***
تقع «خربة جديرة» أو «خربة الشيخ علي جدير» في الغرب من اللطرون، ترتفع 150 متراً عن سطح البحر، وتحتوي على «أنقاض برج وجدران ومغارة منقورة في الصخر وفيها صهاريج مقوسة وحجرة مدفن منقورة في الصخر»(82). ولا يعرف السكان شيئاً عن حقيقة الشيخ علي المذكور. واما «خربة الصفرة» أو «الصفار» فتقع في الجنوب الغربي من «اللطرون».
ولعل «جديرة» من الآرامية ومعناها جدار وسور.
بينها وبين قرية بيت جيز، ترتفع 217 متراً عن سطح البحر. تحتوي على «جدران أبنية متهدمة وقواعد أعمدة. وصهاريج منقورة في الصخر وحجارة معصرة زيت»(83).
دير أيُّوب
تقع في «المنطقة الحرام» المار ذكرها. وهي قرية متواضعة، مساحتها 26 دونماً، تبعد نحو 4 كيلومترات للشرق من اللطرون وعلى نحو ميل من «باب الواد». ترتفع 200 متر عن سطح البحر.
وفي ظاهر القرية الشمالي بقعة تعرف باسم «قبر النبي أيوب». يعتقد الأهلون انها تضم رفات النبي المذكور وهذا وهم(84). وأيوب، بمعنى الأواب الكثير الرجوع إلى الله، التقي الورع.
للقرية اراض مساحتها 6028 دونماً. منها 77 للطرق والوديان ولا يملك اليود فيها شيئاً. غرس الزيتون في عشر دونمات. تحيط ـ بالأراضي المذورة، اراضي قرى عمواس ويالو وبيت محسير.
كان في دير أيوب عام 1922م (215) نسمة. بلغوا في عام 1931 (221) ـ 107 ذ. و114 ن. ـ مسلمون، لهم 66 بيتاً. وفي 1 ـ 4 ـ 1945 قدروا بـ320 عربياً.
في القرية مدرسة، على حساب لجنة المعارف المحلية، تأسست في عام 1947م، بلغت نفقات بنائها وتأثيثها 1120 جنيهاً فلسطينياً قامت بدفعها سكان دير أيوب. بلغ عدد الطلاب 51 طالبا يعلمهم معلم واحد تدفع القرية عمالته. وفى دير أيوب 15 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
يالُو
قرية تقع في نحو منتصف الطريق بين قريتي «دير أيوب» و«بيت نوبا»، على بعد نحو ميلين عن كل منهما. مساحتها 74 دونماً، ترتفع 300 متر عن سطح البحر.
و«يالو» قديمة، تقوم على بقة «أيّلون»، بمعنى بلاطة، الكنعانية. وقد ورد ذكرها في «رسائل تل العمارنة» في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وفي العهد الروماني عرفت باسم «الوس Alus» من أعمال مقاطعة «نيكوبوليس ـ عمواس».
لقرية يالو أراض مساحتها 14992 دونماً منها سبعة للطرق والوديان ولا يملك اليهود منها شيئاً. تحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى دير أيوب وعمواس وبيت نوبا ونطاف وساريس وبيت ثول وسلبيت. يزرع فيها ما يزرع في أراضي القرى المجاورة وفيها 275 دونماً مغروسة بالزيتون ولكن اهتمام القرية بزراعة الحبوب اكثر بكثير من اهتمامهم بالأشجار المثمرة.
كان في يالو في عام 1922م (811) نسمة. وفي عام 1931م ارتفعوا الى (963) ـ 483 ذ. و480 ن ـ، مسلمون ولهم 245 بيتاً. وفي 1 ـ 4 ـ 1945 قدروا بـ(1220) مسلماً8 يعودون بأصلهم إلى قرى بيت محسير وحلحول وبيت جالا ويطة وغيرها. وبينهم شتيت من المصريين.
وفي 18 ـ 11 ـ 1961 بلغ عد سكان «يالو» «1644» نفساً ـ 779 ذ. و865 ن ـ مسلمون بينهم مسيحي واحد. تشرب القرية من عين ماء عذبة اسمها «بئر الجبّار».
وفي هذه القرية مدرسة للبنين أنشئت عام 1947 على حساب لجنة المعارف. بلغ عدد طلابها 108 طلاب يعلمهم معلمان تدفع اللجنة عمالتهما. وفي يالو نحو (250) رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
وبعد النكبة (عام 1948) ارتفعت درجة هذه المدرسة من ابتدائية إلى ابتدائية ـ اعدادية. بلغ عدد طلابها في عام 1966 ـ 1967 المدرسي 266 طالباً يعلمهم ثمانية معلمين.
وقد أ،شئت فيها ايضاً مدرسة للبنات وهي ابتدائية كاملة. بلغ عدد طالباتها في السنة المذكورة 178 طالبة تعلمهن أربع معلمات.
وفي يالو جامع قديم جُدد حديثاً.
***
ومن أهم حوادث يالو الأخيرة، الاعتداء الذي قام به الأعداء، اليهود، على أطفال اللاجئين في هذه القرية في صباح 2 تشرين الثاني من عام 1954م. وذلك ان ثلاثة من هؤلاء، أكبرهم في الثانية عشرة من عمره، خرجوا من قرية يالو لجمع الحطب، في اتجاه دير أيوب، ومن نقطة تبعد 400 ياردة عن خط الهدنة داخل الأراضي الأردنية. ولما رأتهم جنود الجيش اليهودي ـ وكانوا 12 ـ أطلقوا عليهم الرصاص فقتلوهم جميعاً. ومما يلفت النظر ان البقعة التي ارتكبت فيها هذه الجريمة كانت في الأرض الحرام، المنزوعة بين الأردن والمغتصبين(85).
***
وفي حزيران من عام 1967م هدم اليهود هذه القرية مع قريتي بيت نوبا وعمواس المجاورتين. وكان انه لما مرّت بها سياراتهم المدرعة كانت تعلن لسكانها عن طريق مكبرات الصوت المثبتة فيها: «ايها العرب! اجمعوا ملابسكم واستعدوا للرحيل إلى الضفة الشرقية»(86).
تحتوي يالو على: «بقايا بناء في أسفله عقود. (الحبس)، تل أنقاض «تل الكوكة» بئر منبة(87).
***
تقع البقاع الآتية في جوار يالو:
(1) خربة حيبا: في الجهة الشمالية الغربية من القرية. وفى نحو منتصف الطريق بين عمواس ويالو. بقربها بئر نبع، ترتفع هذه الخربة 250 متراً عن سطح البحر.
(2) خربة البدادين: تقع بين يالو ودير أيوب، في اراضي الثانية.
(3) خربة السودية: خربة اثرية تحتوي على «معاصر ومدافن ميقورة في الصخر»(88).
بيت نُوْبا
بضم النون وسكون الواو وباء. تقع في الجهة الشمالية الشرقية من يالو، وعلى مسيرة نحو ميلين عنها. ترتفع (250) متراً عن سطح البحر. ولها مساحة قدرها «74» دونماً.
كانت «بيت نوبا» في العهد الروماني، قرية من أعمال اللد، اسمها: Beth Annaba ودعتها المصادر الفرنجية Bernobie. وذكرها معجم البلدان 1 ـ 523 «انها بليدة من نواحي فلسطين».
استولى عليها الافرنج كما استولوا على غيرها من المدن والقرى الواقعة بين يافا وبيت المقدس، في حلمتهم الأولى على بلادنا، وفي اواخر سنة 1132 وأوائل سنة 1133م شيدوا فيها حصناً في عهد ملك بيت المقدس الفرنجي (فولك أنجوي: 1131 ـ 1144م)، لتأمين طريق الحجاج بن يافا والقدس.
ولما انتصر صلاح الدين في حطين عادت بيت نوبا وغيرها لأصحابها المسلمين، وكثيراً ما كان رحمه الله ينزل في بيت نوبا اثناء تنقلاته إلى القدس للوقوف على مدى الأعمال الدفاعية التي يقوم بها رجاله في حالة وقوع هجوم عليها من الأعداء.
وفي عام 1192م شرع ريكاردوس في الزحف على بيت المقدس بعد انتصاره على صلاح الدين في ارسوف وغيرها. فوصل في 11 حزيران من العام المذكور إلى بيت نوبا حيث قضى فيها بضعة اسابيع للاستعداد لاقتحام بيت المقدس.
وبينما كان ريكاردوس ينتظر قافلة قادمة من يافا تحمل اليه ولجنده المؤن والامدادات، إذا بفرقة من المسلمين، تحت قيادة الأمير «بدر الدين دلدرم» تغير عليها فقتلوا حُماتها وأسروا سائقيها وغنموا ما فيها(89).
وأخيراً اضطر ريكاردوس، وهو في بيت نوبه، ان يلتزم معسكره ولم يجسر على التقدم نحو القدس التي ك انت تبعد عنه 12 ميلاً. وفي أوائل تموز 1192م امر جيوشه بالتراجع من بيت نوبه نحو الساحل.
***
لقرية بيت نوبا وعجنجول ـ الآتي ذكرها ـ أراض مساحتها (11401) من الدونمات منها 18 للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها شيئاً. تحيطبههذ الأراضي، اراضي قرى «البويرة» وبيت لقيا وبيت سيرا ويالو ونطاف وقطنة وسلبيت. تزرع في هذه الأراضي الحبوب والبقول غيرها. وفيها 464 دونماً مغروسة بالزيتون.
كان في بت نوبا في عام 1922م (839) نسمة. وفي عام 1931م ارتفعوا إلى 944 ـ منهم 456 ذ. و488 ن ـ مسلمون ولهم 226 بيتاً. وفي عام 1945 كان في بيت نوبا (1240) مسلماً. يعود هؤلاء السكان بأصلهم إلى الأكراد الذين نزلوا بلادنا في الحروب الفرنجية. وآخرون نزلوها من «الطفيلة» في شرق الأردن.
وفي عام 1961م كان في بيت نوبا 1350 شخصاً ـ 610 ذ. و740ن ـ مسلمون.
يشرب أهل بيت نوبا من بئر نبع قديمة لها من العمق نحو 70 متراً. وفيها أيضاً بعض الآبار التي تجمع فيها مياه الأمطار.
في القرية مسجد وفيها مدرسة للبنين تأسست في عام 1922م ضمت 49 طالباً في 1 ـ 1 ـ 1948 يعلمهم معلم واحد. وفيها مكتبة ضمت 254 كتاباً. وقد بلغ عدد المعلمين بالقراءة والكتابة في بيت نوبا (250) رجلاً.
وبعد النكبة (1948) أصبحت هذه المدرسة ابتدائية كاملة بلغ عدد طلابها في عام 1966 ـ 1967 (172) طالباً يعلمهم خمسة معلمين. وأنشئت فيها أيضاً مدرسة للبنات، وهي ابتدائية ايضاً، ضمت في العام المذكور 111 طالبة يعلمهن ثلاث معلمات.
وتحتوي بيت نوبا على «أساسات قديمة ومدفن منقور في الصخر»(90).
***
هدم اليهود في حزيران من عام 1967م قرى بيت نوبا ويالو وعمواس وزيتا من أعمال طول كرم. وقد وصف الصحفي البريطاني «مايكل آدامز»، ونشرته صحيفة «الصنداي تيمس» البريطانية، زيارته لقريتي بيت نوبا ويالو بعد هدمها. وقد ترجمت الأهرام هذا الوصف ونشرته في عددها الصادر في 19 حزيران من عام 1968م:
(وفي الطريق عبر المنطقة التي كانت إلى ما قبل عام منطقة حرام تفصل بين الأردن واسرائيل، شاهدنا ثلاث نساء يسرن في الطريق... رؤوسهن مرفوعة في كبرياء، بملابسهن الفضفاضة التي اشتهرت بها فلسطين القديمة.
وأوقفنا السيارة وتبادلنا التحية مع النساء الثلاث، وسألناهن عن وجهتهن. فأجبن: «اننا في طريقنا لجمع بعض الحطب»... فقلنا: من أين؟ قلناها ونن ننظر حوالينا إلى التلال الجرداء وحقول القمح.
فردت احداهن من «بيت نوبا»... وفي لحظة راحت ثلاثتهن يتنهدن بأسى وينتحبن لكن بلا دموع.
وانطلقت بنا السيارة ميلاً آخر، شاهدنا على تل عند نهايته خطاً طويلاً من شجر السرو على جانب قطعة من الأرض واضح انها خربت حديثاً، وعلى الجانب الآخر قطعة أرض أخرى أكبر من القطعة الأولى محاطة بسياج من الصبار.
وفيها وراء هذا الخط من شجر السرو امتدت سلسلة طويلة من هذه القطع من الأرض تناثرت فيها بعض الصهاريج، وقطع الخشب وبعض قطع الصفيح. ذلك كل ما تبقى من قرية بيت نوبا وقرية يالو، لقد طمس الاسرائيليون معالمهما.. ومسحوهما من فوق ظهر الأرض.
اما السكان العرب الذين كانت لهم بيوتهم في هاتين القريتين، والذين عاش آباؤهم واجدادهم فيها مئات من السنين الله وحده يعلم عددها... فلم يبق لهم من أمل الا جمع بعض عيدان الحطب، تكون فرقة الابادة الاسرائيلية قد نسيتها اثناء طمسها لكل معالمها كأرض عربية).
***
تقع بقة (صوانات) أو (خربة الصوانة) في الشرق من بيت نوبا وتحتوي على «محاجر وأدوات صوانية(91).
عجنجول: بفتح العين والجيم وسكون النون وضم الجيم الثانية وواو ولام. وهي خربة أو مزرعة صغيرة تقع ضمن اراضي قرية بيت نوبا ذكرت في مصادر الفربجة، باسم «بلبل ـ Bulbul» وفي العهد البريطاني الظلوم كان يقطنها من 80 ـ 140 نفراً من سكان بيت نوبا، ينزلونها في مختلف المواسم الزراعية. وفي عام 1931 انخفض عددهم إلى 19شخصاً ـ 9 ذ. و10 ن ـ لهم خمسة بيوت.
تشرب عجنجول من مياه الأمطار وفيها أربعة رجال يلمون بالقراءة والكتابة، وكان أولاد القرية يداومون على مدرسة بيت نوبا.
دمر الاعداء عجنجول في تموز من عام 1948. ولم يبقوا منها أي اثر.
تقع خربة «الشيخ سليمان» في ظاهر عجنجول الجنوبي، ترتفع 282 متراً عن سطح البحر. وعلى مزار هذا الشيخ أقيم مسجد عجنجول. وتعرف هذه الخربة أيضاً باسم «خربة كفرتا»، تحتوي على «غرف معقودة وجدران متهدمة وصهاريج منقورة في الصخر ونحت في الصخور»(92).
خربة البويرة
«البور» من الارض: ما لم يزرع و«بارت الأرض: لم تُعمّر». و«بار» بمعنى كسُد وتعطّل.
تقع هذه المزرعة في ظاهر «عجنجول» الشمالي الغربي، بين قريتي بيت نوبا وبير معين.
وللبويرة أراض مساحتها1150 دونماً غرس الزيتون في 25 دونماً منها. وتحيط بأراضيها هذه، وهي ملك لأهلها، أراضي قرى بير معين وسلبيت وبيت نوبا وبيت سيرا.
كان في البويرة في عام 1931م (101) من النفوس ـ 48 ذ. و53 ن ـ ولهم 17 بيتاً. وفي عام 1945م ارتفع عدد السكان إلى 190 عربياً مسلماً.
وتحتوي خربة البويرة على «أساسات بناء مستطيل وصهاريج»(93). و«خربة يردا» وهي في جوار خربة البويرة تحتوي على: «اساسات وصهاريج»(94).
سلبيت
بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه وياء وتاء. تقع في الجهة الشرقية من القباب وعلى بعد (4) كم عنها. مساحتها 31 دونماً. ترتفع 797 قدماً عن سطح البحر.
تقوم سلبيت على البقعة التي كانت تقوم عليها بلدة (شعليم)، بمعنى «مأوى الثعالب أو بنات آوى» الآمورية. ولعل الاسم الحالي، سلبيت، تحريف للاسم الآموري.
عرفت «سلبيت» في العصر الروماني باسم «Selebi». ولها اليوم أراض مساحتها 6111 دونماً وجميعها ملك لأهلها. وهناك ستة دونمات خصصت للطرق والوديان وما اليها. وتحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى «بيت شنة» وبئر معين والبويرة وبيت نوبا والقباب وعمواس واللطرون.
كان في سلبيت في عام 1922 (296) نفراً، بلغوا في عام 1931 (406) نسمات ـ 200 ذ. و206 ن ـ لهم 71 بيتاً. وفي عام 1945م قدروا بـ510 أنفار جميعهم مسلمون.
أسست مدرسة سلبيت عام 1947 على حساب لجنة المعارف المحلية. عدد طلابها 45 طالباً يعلمهم معلم واحد. وفي القرية 40 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
***
وفي عام 1951م اقام الأعداء على بقعة قرية سلبيت العربية قلعتهم Sha'alvim. كان بها في عام 1961 (120) يهودياً.
بيت شنة
تقع في ظاهر قرية سلبيت الشمالي. قد يكون الجزء الثاني (شنة) من (شن) السريانية بمعنى «قمة».
ترتفع بيت شنة 200 متر عن سطح البحر ولها أراض مساحتها (3617) دونماً جميعها ملك لأهل القرية. تحيط بها أراضي قرى بير معين وسلبيت والكنيسة والقباب.
كان في هذه القرية في عام 1945م (210) نفوس، مسلمون. لم يؤسس هلم مدرسة وتحتوي «بيت شنة» على «أسس»(95).
أزال الأعداء هذه القرية ولم يبقوا لها أثراً.
تقع خربة «ام السور» في ظاهر القرية الشمالي الشرقية، كما تقع في الغرب منها خربة بزقه». وتحتوي خربة أم السور على «أساسات كنيسة وأبنية أخرى وصهاريج ومعاصر منقورة في الصخر»(96).
بئر معين(97)
القسم الثاني: بالفتح ثم الكسر. معن الماء بمعنى سهُل وسال وجرى فهو معين. ج. مُعُن ومُعُنات. وفي التنزيل «فمن يأتيكم بماء معين» بمعنى «ماء جار».
وبئر معين قريتنا هذه تقع في الجهة الشرقية من الرملة، بانحراف قليل إلى الجنوب، وهي صغيرة مساحتها تسعة دونمات.
تملك بئر معين أراض مساحتها (9319) دونماً منها دونم للطرق والوديان وهي ملك لأهلها. غرس الزيتون في 146 دونماً. وتحيط بهذه الأراضي أراضي قرى البرج وصفّا وبيت سيراو البويرة والكنيسة وسلبيت وبيت شنّه ويرفيليا.
كان في بئر معين في عام 1922 (289) شخصاً بلغوا في عام 1931 355 نسمة ـ 182 ذ. و173 ن ـ مسلمون ولهم 85 بيتاً. وفي عام 1945م قدروا بـ510 نفوس.
وفي بئر معين مدرسة تأسست في عام 1934، تلاصق بناء مسجد القرية. بلغ عدد طلابها 40 طالباً. يعلمهم معلم واحد. ولها مكتبة بها 84 كتاباً. وفي القرية سبعون رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
تقع الخربتان الآتيتان في جوار بين معير:
(1) خربة الحداثة: تقع في الجنوب الغربي من القرية، تحتوي على: «أساسات دور وأكرام حجارة مبان، وصهاريج وقطع أعمدة ومُغُر منقورة في الصخر ومدافن»(98).
(2) خربة ام الجمان: تقع في الجهة الشرقية من بير معين، تحتوي على «حظيرة مربعة كبيرة»(99).
البُرج
البرج، تحريف لكلمة «Purgos» اليونانية بمعنى مكان عال مشرف للمراقبة. وهي قرية صغيرة ـ 12 دونماً ـ، تقع بين قريتي (شلتا) و(بير معين)، على مسيرة نحو ميل عن كل منهما، كما تقع في الشرق من برفيليا وعلى مسيرة ميلين عنها..
وفي العهد الفرنجي أقيم فيها حصن عرف باسم «Castle Arnold» بناه بطريرك القدس «وليم مسينيس»(100)، في عام (1132 أو 1133م) للمحافظة على طريق الحج لبيت المقدس. هدمه صلاح الدين عام 1191م. وهناك من يقول ان الحصن المذكور بني على بقعة قرية يالو. والله أعلم.
لقرية البرج أراض مساحتها (4708) دونمات. منها 3 دونمات للطرق والوديان ولا يملك اليود فيها أي شبر. وقد غرس الزيتون في 60 دونماً. وتحيط بهذه الأراضي، اراضي قرية صفا وشلتا وبرفيليا وبير معين.
كان في البرج في عام 1922م (344) نسمة ارتفعوا في عام 1931 إلى 370 نسمة. ـ 178 ذ. و192 ن ـ مسلمون ولهم 92 بيتاً. وفي عام 1945م بلغوا 480 عربياً.
فتحت مدرسة البرج في عام 1947 ـ 1948 المدرسي على حساب أهل القرية. ضمت 35 طالباً يعلمهم معلم واحد. وفي القرية اربعة رجال يلمون بالقراءة والكتابة.
وتحتوي البرج على «برج متهدم وأرض مرصوفة بالفسيفساء»(101) ويعرف هذا الموقع ايضاً باسم «الجيس» و«قلعة الطنطورة».
شلتا
بكسر الشين وسكون اللام وفتح التاء. لعلها تحريف لكلمة (شنتا) بمعنى النوم أو تحريف لـ«شنانتا» السريانية. بمعنى الصخرة الناتئة والقمة وهو ما نرجحه.
تقع هذه القرية الصغيرة (6 دونمات) في الشرق من الرملة وترتفع 275 متراً عن سطح البحر.
يملك أهل شلتا اراض مساحتها (5380) دونماً. منها دونم للطرق وقد غرسوا الزيتون في 49 دونماً. لا يملك اليهود فيها شيئاً، ويحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى صفّا والبرج وبرفيليا ومديه ونعلين وبعلين.
كان في شلتا في عام 1931م 22 نسمة ـ 13 ذ و9 ن ـ مسلمون لهم 7 بيوت. وفي عام 1945م ارتفع عددهم إلى 100.
وشلتا اليوم مهدمة خربة.
برفيليا
قرة صغيرة، تقع في الشرق من الرملة، لها مساحة قدرها 17 دونماً ترتفع 230 متراً عن سطح البحر.
ذكرتها المصادر الفرنجية باسم «بُرفيليا ـ Porphylia». ولقريتنا هذه اراض مساحتها 7134 دونماً، وهي ملك لأهلها. من هذه الدونمات اربعة للطرق والوديان وقد غرس الزيتون في 191 دونماً. وتحيط بهذه الأراضي أراضي قرى البرج وشلتا والمدية وخربة زكريا وخروبة والكنيسة وبير معين.
كان في برفيليا في عام 1922م (421) نسمة، بلغوا في عام 1931م (544) مسلماً ـ 265 ذ. و279 ن ـ لهم 132 بيتاً. وفي عام 1945م قدروا بـ730 عربياً.
في برفيليا مدرسة تأسست في عام 1946. عدد طلابها (50) يعلمهم معلم واحد. ولها مكتبة ناشئة ضمت 69 كتاباً. وفى القرية عشرة رجال يلمون بالقراءة والكتابة.
تحتوي برفيليا على «صهاريج والى الشرق معاصر منقورة في الصخر وطريق قديمة»(102).
تقع «خربة زكريا» في الشمال الغربي من القرية وتحتوي على «بقايا أبنية معقودة ومبان أخرى وأساسات معصرة وصهاريج منقورة في الصخر ومقام»(103).
ولخربة زكريا أراض زراعية مساحتها (4538) دونماً. جميعها ملك للعرب. وتحيط بهذه الأراضي أراضي قرى بدرس ودير ابو سلامه وجمزو وخروبة ومدية وبرفيليا.
خروبة
على لفظ الشجرة المعروفة، تقع في ظاهر قرية «عنّابة» الشمالي الشرقي. ترتفع 175 متراً عن سطح البحر. مساحتها ثلاث دونمات. ولخروبة اراض مساحتها (3374) دونماً منها دونم للطرق. وجميعها ملك لأهل خروبة، تحيط بها أراضي قرى برفيليا وخربة زكريا والكنيسة وعنابة وجمزو.
كان في خروبة في عام 1931م (119) نسمة ـ 68 ذ و51 ن ـ، لهم 21 بيتاً. وفي عام 1945م بلغوا (170) عربياً.
خربة الضُهيرية
من «الضهر» بمعنى الجبل. وكثيراً ما يلفظون الضاد ظاءً. وتقع «الضهرية» في ظاهر اللد الشرقي، ترتفع 100 متر عن سطح البحر. ولها اراض مساحتها 1341 دونماً وهي ملك لأهلها. وتحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى جمزو وبن شمن وخربة القبيبة(104) واللد.
كان في الضهيرية في عام 1921م (69) مسلماً ـ 37 ذ. و32 ن ـ لهم 10 بيوت. وفي عام 1945م ارتفعوا إلى 100 نفر.
وتحتوي «خربة الضهيرية» على «أساسات وصهاريج منقورة في الصخر، ومغارة معقودة بالدبش وشقف فخار على سطح الأرض»(105).
دانيال
«دانيال» اسم كنعاني (فينيقي) يـتألف من (داني) أي قاضي و(إيل) أي الله فيكون المعنى «الله قاضي». عرفت في العهد الروماني باسم «Enetaba» قرية من أعمال اللد.
تقع قرية «دانيال» ـ 15 دونماً ـ في الجنوب الشرقي من اللد، ترتفع 100 متر عن سطح البحر.
تبلغ مساحة اراضي دانيال (2808) دونمات. منها (80) للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها أي شبر. وتحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى جمزو وعنابة واللد والرملة.
كان في «دانيال» في عام 1922م: (277) نسمة وعام 1931 كان تعدادهم 284 مسلماً ـ 147 ذ. و137 ن ـ لهم 71 بيتاً. وفي عام 1945م ارتفعوا إلى (410) نفوس.
تأسست مدرسة دانيال في عام 1945م. بها 49 طالباً. يعلمهم معلم واحد، وفي القرية 50 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
وفي عام 1949م أقام الأعداء على بقعة هذه القرية التي دمروها وشردوا سكانها قلعتهم «كفار دانيال ـ Kefar Daniel. بلغ عدد سكانها 1967 80 يهودياً.
جمزو
بكسر أوله وسكون ثانيه وضم ثالثه وفي آخره واو. تقع على البقعة التي كانت تقع عليها بلدة «جمزو»، بمعنى كثيرة الجميز، الكنعانية.
وفي العهد الروماني ذكرت باسم «Gamza» من أعمال اللد.
و«جمزو» اليوم قرية تقع في الجهة الشرقية من اللد، على بعد نحو اربعة كيلومترات عنها. وترتفع 164 متراً عن سطح البحر. مساحتها خمسون دونماً.
مساحة اراضي القرية المذكورة تبلغ (9681) دونماً منها 221 للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها أي شبر. غرس الزيتون في 1400 دونم والبرتقال في 77، وتحيط بهذه الأراضي، اراضي خربة زكريا وخربة القبيبة وير ابو سلامة والضهيرة ودانيال وعنابة وخروبة واللد.
كان في جمزو عام 1922م «897» نسمة بلغوا «1081» في عام 1931 ـ 539 ذ. و542 ن ـ مسلمون ولهم 27 بيتاً. وفي عام 1945م ارتفعوا إلى 1510 نفوس.
تأسست مدرسة جمزو عام 1920 بمعلم واحد. ثم اخذت تتقدم حتى بلغ عدد طلابها 175 طالباً يعلمهم اربعة معلمين تدفع القرية رواتب اثنين منهم ـ وللمدرسة مكتبة ضمت 195 كتاباً وفي القرية 395 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
تحتوي «جمزو» على «بئر وصهاريج»(106).
وفي عام 1950م أقام الأعداء على بقعة هذه القرية العربية، بعد هدمها وتشريد وقتل سكانها، قلعتهم التي تحمل الاسم العربي. كان بها في عام 1950 (100) يهودي.
دير ابو سلامه»
لم اهتد لمعرفة حقيقة «ابو سلامة» الذي نسب اليه الدير. تقع هذه القرية المتواضعة في الجهة الشرقية من اللد، كما تقع بين قريتي «الحديثة» و«جمزو».
لدير ابو سلامه اراض مساحتها (1195) دونماً ولا يملك اليهود فيها أي شبر. تحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى جمزو وخربة زكريا وخربة القبيبة وبن شمن.
بلغ عد سكان القرية في عام 1922م 30 شخصاً ارتفعوا إلى (60) في عام 1945م.
ويحتوي «دير ابو سلامه» على «مدافن منقورة في الصخر، فيها كتابة يونانية وتبعد 1200 متر إلى غربي القرية»(107).
تقع خربة «حرموش» في الشرق من دير ابو سلامه; وهي الخربة التي يحتمل ان تكون «زيلوش» القديمة كانت تقوم على بقعتها.
الحديثه
بمعنى «الجديدة». تقوم على البقعة التي كانت تقوم عليها بلدة «حاديد»، بمعنى حاد، الكنعانية. وفي العهد الروماني عرفت باسم «Adida» وكانت حصينة.
والحديثة اليوم صغيرة (16 دونماً) تقع في الشمال الشرقي من اللد، على مسيرة نحو خمسة كيلومترات عنها. ترتفع 125 متراً عن سطح البحر.
وللقرية اراض مساحتها (7110) دونمات منها (206) للطرق والوديان و157 دونماً تسربت لليهود. غرس الزيتون في 200 دونم، كما غرست الحمضيات في عشرة دونمات. تحيط بأراضي الحديثه، اراضي قرى بدرس، وبيت نبالا وجنداس وبن شمن وخربة زكريا وخربة القبيبة ودير ابو سلامه.
كان في الحديثه في عام 1922م (415) شخصاً، بلغوا في عام 1931م (520) ـ 278 ذ. و242 ن ـ لهم 119 بيتاً. وفي عام 1945 ارتفعوا إلى (760) عربياً مسلماً.
تأسست مدرسة الحديثة عام 1924م. ثم اغلقت في عام 1934م لعدم انتظام الدوام فيها. وقد أعيد فتحها سنة 1943م. ضمت 42 طالباً، يعلمهم معلم واحد. ولها مكتبة بل عدد كتبها 198 كتاباً. وفي القرية 220 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
تحتوي الحديثه على «تل أنقاض يقع قسم منه تحت القرية، وأساسات وقطع أعمدة وبقايا أرضية مرصوفة بالفسيفساء وصهريج وبركة ومدافن ومغر»(108).
تقع خربة «بيت كوفة» في ظاهر الحديثه الشمالي وهي عبارة عن «أساسات محلة»(109).
أقام الأعداء، في عام 1949م، بالقرب من خرائب الحديثه التي دمروها، قلعة لهم دعوها «Hadid». بها حسب تعداد 1961م (330) يهودياً.
بيت نبالا
تقع في الشمال الشرقي من اللد وعلى مسيرة نحو 11 كم عنها. ترتفع 100 متر عن سطح البحر، ومساحتها 123 دونماً.
ومن حوادث بيت نبالا مع الأعداء في أواخر عام 1947م: (وفي شهر كانون الأول 1947م كانت احدى كتائب الجيش العربي مرابطة في معسكر بيت نبالا الذي يحوي جميع مواد البناء وتزيد قيمته على مليون جنيه. وصادف ان كانت قافلة يهودية مارة بطريقها إلى مستعمرة (بن شمن) قرب اللد مساء 14 ـ 12 ـ 1947. وحينما مرت بالقرب من معسكر الجيش العربي تحرش بها أحد الجنود ووقع الاشتباك، فاسفر عن مقتل 12 يهودياً وجرح 10 وأحرقت السيارات جميعها، ولم يصب أحد من الجنود بأذى. وحينما جاء البوليس الحربي للتحقيق ادعى افراد الجيش العربي ان القافلة اطلقت النار ورمت القنابل على معسكر الجيش، مما اضطر الجنود إلى الرد على النار بالمثل(110).
لقرية بيت نبالا اراض مساحتها (15051) دونماً، وهي ملك لأهلها. خصص منها 468 دونماً للطرق والوديان، غرس البرتقال في 226 دونماً والزيتون في (2680). وتحيط بأراضي القرية، اراضي قرى قبيه، بدرس الطيرة، دير طريف، الحديثه، جنداس والعباسية.
كان في بيت نبالا في عام 1922م (1324) نفراً وفي عام 1931م ارتفع عددهم إلى 1758 مسلماً ـ 882 ذ. و876 ن ـ لهم 471 بيتاً. وفي عام 1945م بلغوا (2310) نفوس.
تأسست مدرسة بيت نبالا عام 1921م بمعلم واحد. ثم اخذت تتقدم في عدد طلابها ومعلميها وصفوفها وبنائها. وفي عام 1946 ـ 1947 أصبحت ابتدائية كاملة. بلغ عدد طلابها 230 طالباً يعلمهم ثمانية معلمين تدفع القرية رواتب اربعة منهم. وللمدرسة مكتبة ضمت 446 كتاباً.
وفي بيت نبالا 700 رجل يلمون بالقراءة والكتابة.
وتحتوي القرية على: «عضادتا باب من حجر وصهريج عند الرأس»(111). وتقع «خربة رأس الدالية» و«خربة الركوب» في الجنوب من بيت نبالا.
قتل وشرّد الأعداء سكان بيت نبالا ثم دمروها. وما زالت آثار دمارها ظاهرة وتعرف بقعتها عندهم باسم «بلاَّط ـ Naballat»، بمعنى «جهالة مستترة»(112).
دير طريف
تقع في الشمال الشرقي من اللد وعلى مسيرة سبعة أميال منها، كما تقع في ظاهر بيت نبالا الغربي.
عرفت في العهد الروماني باسم «Betharif» من أعمال اللد.
ترتفع دير طريف 100 متر عن سطح البحر ومساحتها (51) دونماً.
ولها أراض مساحتها (8756) دونماً منها 370 للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها أي شبر. غرس الزيتون في (714) دونماً، كما غرست الحمضيات في (1410) دونمات. وتحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى الطيرة وويلهلما وجنداس وبيت نبالا.
كان في دير طريف في عام 1922م (836) نسمة وفي عام 1931م بلغوا 1246 ـ 615 ذ. و631 ن ـ مسلمون ولهم 291 بيتاً. وفي عام 1945م قدروا بـ1750 عربياً.
تأسست مدرسة دير طريف عام 1920م بمعلم واحد. وفي عام 1947 ـ 1948م بلغ عدد معلميها أربعة. تدفع القرية رواتب ثلاثة منهم. واما عدد الطلاب فقد بلغ 171 طالباً. وفيها مكتبة ضمت 232 كتاباً. وفي دير طريف (290) رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
وتحتوي دير طريف على «هضبة عليها عقود ومعصرة خمر وقطع معمارية وناووس وشقف فخار على سطح الأرض ومدافن ومغر وصهريج منقور في الصخر»(113).
***
وبعد سقوط الرملة واللد بيد الأعداء في صيف عام 1948م أخذ الأعداء بالتقدم إلى الامام للوصول إلى المناطق الجبلية. وفي دير طريف نشبت معركة ذكرها صاحب النكبة (4 ـ 480) بقوله: «كاد الجيش العربي ينتصر فيها على اليهود، وقد استولى على اربعة من مدافعهم الرشاشة ومدفع آخر من عيار سبعة أرطال، كما استولى على مصفحة ودمر ثلاث من مصفحاتهم، الا انه عاد فاضطر لاخلاء القرية، تحت ضغط اليهود الذين كروا عليها فاحتلوها».
***
اقام الأعداء في عام 1949م على اراضي قرية دير طريف العربية قلعتين هما:
(1) بيت عريف ـ Bei'Arif: اقيمت على خرائب القرية نفسها التي دمرها اليهود وقتلوا وشردوا سكانها. كان بها في نهاية عام 1950م (354) يهودياً من مهاجري اليمن.
(2) كفار ترومان ـ Kefar Truman: أقيمت في ظاهر بيت عريف الجنوبي. بلغ عدد ساكنيها في عام 1965م (271) يهودياً.
وترومان الذي دعيت هذه القلعة باسمه هو «هاري ترومان ـ Truman Harrts.» الرئيس الثاني والثلاثون للولايات المتحدة الامريكية، اول من امر بالقاء أول قنبلة ذرية في العالم. وكان ذلك في 6 أغسطس من عام 1945 على مدينة هيروشيما باليابان(114). وبعد ثلاثة ايام أمر بالقاء القنبلة الذرية الثانية على «ناغازاكي (000ر40 نسمة)» خلفت القنبلتان عدداً ضخماً من الضحايا، وحتى اليوم لا يعرف بصورة أكيدة كم هو عدد القتلى وكم هو عدد الجرحى؟ قدره بعضهم بأكثر من 000ر200 كما قدره آخرون بضعف هذا العدد فضلاً عن تحول المدينتين إلى رماد.
ففي لحظات ازالت لقنبلة الذرية الأمريكية مدينة بأسرها واذابت بها في نفس اللحظات مئات الالوف من البشر!!
وما زالت أهوال هاتين القنبلتين تتكشف كل عام ويموت من عذابها ضحايا جدد بتأثير الاشعاع الذري ومضاعفاته الفيزيولوجية. وقد أعلن انه مات من جراء ذلك اكثر من 128 شخصاً خلال عام 1967م!! أي بعد 22 عاماً من تفجيرها.
ولترومان الامريكي هذا، أثر كبير في الاحداث التي انتهت بقيام دعوة ما دعوه بـ(اسرائيل)، حيث ضغط على هيئة الأمم لتقرير تقسيم فلسطين في عام 1947م. ولما أعلن الاعداء في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الجمعة 14 ايار من عام 1948 قيام دولتهم، اعترف ترومان بها بعد اعلانها باحدى عشرة دقيقة وقبل ان تطلب الدولة المذكورة منه ذلك. كما عمل بعد ذلك على تدعيمها بالمال والسلاح والسياسة.
ان قنبلته الذرية الثالثة هذه سياسية، ادت إلى تشريد أكثر من مليون عربي من ديارهم وأوطانهم وإزالة الصيغة العربية الاسلامية عن قلب البلاد العربية: فلسطين...
ان جرائم «ترومان» يستحيل اغتفارها مع الزمن.
هذا هو الامريكي الذي خلّد اليهود اسمه في مستعمرتهم: كفار ترومان.. فالولايات المتحدة الامريكية، هي مؤلفة مأساة فلسطين كلها، وسجلها في قضية بلادنا طافح بالظلم الصارخ.
طيرة دندن
الجزء الأول ـ طيرة ـ قد سبق وتكلمنا عنه في جزء من هذا الكتاب. والجزء الثاني «دندن» لم نهتد لمعرفة صاحبه الذي نسبت اليه القرية.
تقع قريتنا هذه في نحو منتصف الطريق بين قريتي «قوله» و«دير طريف» وعلى مسافة نحو ميلين عن كل منهما. ترتفع 75 متراً عن سطح البحر ولها مساحة قدرها 45 دونماً.
تملك طيرة دندن اراض مساحتها (6956) دونماً. منها 20 للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها شيئاً. وتحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى قوله وقبيبة وبيت نبالا ودير طريف وويلهلما.
كان في هذه القرية في عام 1922م (705) نسمات. بلغوا في عام 1931م (892) ـ 433 ذ. و459 ن ـ مسلمون، لهم 225 بيتاً. وفي عام 1945م قدروا بـ1290 عربياً مسلماً.
تأسست مدرسة الطيرة في عام 1922م. وظلت تعمل بمعلم واحد. وفي عام 1947 ـ 1948م بلغ عدد معلميها ثلاثة، تدفع القرية عمالة اثنين منهم. طلابها 136. بينهم 22 طالبة. وللمدرسة مكتبة بها 170 كتاباً. وفي القرية 140 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
و«قرية الطيرة» تحتوي على «أساسات، أعمدة، بئر، معصرة، وخزان، مدافن منقورة في الصخر، مغائر(115).
تقع الخرب الآتية في جوار «طيرة دندن»:
(1) خربة البيرة: تقع في الجهة الشرقية من القرية. تحتوي على «جدران متهدمة واساسات وأكوام من الحجارة. ومغر منقورة في الصخر وآبار وصهاريج وثلاث برك وكنيسة متهدمة وأعمدة ومحاجر ومدافن»(116).
(2) خربة البرناط: للجنوب من الطيرة. ترتفع 150 متراً عن سطح البحر. تحتوي على «أساسات وأكوام حجارة ومغائر وصهاريج منقورة في الصخر»(117).
(3) خربة الوطوط: تقع ايضاً في الجنوب الشرقي من الطيرة. محتوياتها «مغارة فيها بقايا ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ».(118)
(4) النبي كفل: تقع في الجنوب الغربي من القرية. محتوياتها: «جارة بناء متساقطة وبئران وأعمدة وقواعد أعمدة».(119)
(5) خربة علي ملكينا: تقع في الجهة الغربية من خربة الوطوط. ترتفع 125 متراً عن سطح البحر. تحتوي على «أساسات وعضادات باب ومعاصر وخزانات منقورة في الصخر وصهاريج وجامع متهدم. وقبور منقورة في الصخر».(120)
وفي عام 1949 أقام المغتصبون على موقع قرية «طيرة دندن» قلعتهم «طيرة يهودا ـ Tirat Yehuda». ضمت في عام 1961 (360) يهودياً.
قُولِه
بضم أوله وكسر ثالثه. لعلها تحريف لـ «قول إيله ـ Qolile» بمعنى صوت الآلهة.
ذكرها الفرنجة باسم «Chole». وقد أقاموا بها حصناً، ومازالت بقايا مبان من العصور الوسطى تظهر في القرية.
تفنن البريطانيون إبّان حكمهم البغيظ في ارهاق أهل البلاد. ومن جملة تفننهم في هذا الشأن ما الحقوه بقرية قوله من فواجع. قال المرحوم الاستاذ السفري: (أطلق مجهولون النار على بعض أفراد الجيش البريطاني، كانوا يتجولون بين القرى المجاورة للرملة واللد، فاشتبهوا بقرية «قوله» فهاجموها من سائر أطرافها وأخذوا يطلقون عليها النار بشدة وأسفر الهجوم عن قتل امرأة وجرح أربعة اشخاص بينهم امرأة ايضاً.
ثم داهم الجنود داراً لأحد سكان القرية، كان يوجد في ساحتها عدد من الأبقار فقتلوها رمياً بالرصاص. وكان أحد رجال القرية نائماً مع طفله وزوجته في ساحة داره. فهب على اثر اطلاق الرصاص هو وزوجته وطفله من نومهم، وركضوا إلى داخل الدار. ولكن الطفل اصيب وجهه برصاصة فشوهته ولم يبق منه سوف أسفل الذقن فأسلم الروح حالأ. وأصيبت والدته بجراح بالغة في أماكن مختلفة من جسدها. من ثم جرى تفتيش القرية بالطريقة المعتادة.
وفي اليوم التالي ذهب المستر كروسي حاكم اللواء الجنوبي إلى القرية المذكورة، وأمر بنسف اربعة بيوت، فغادرها أصحابها دون أن يأخذوا شيئاً من أمتعتهم أو مؤونتهم وكانت أحسن بيوت القرية.
وقد جرى مثل هذا التفتيش المصحوب بقتل الأبرياء من الأهالي في قرية «عابود» وخربة دير نظام وقرية عاقر وقرية علما وقرية قاقون حيث قتل المرحوم محمود خليل عامر برصاص أحد أفراد البوليس البريطاني».(121)
***
تقع قرية «قوله» في الجهة الشمالية الشرقية من اللد، في الجنوب من قرية «المزيرعة» بنحو كيلومتر. مساحتها 26 دونماً.
تبلغ مساحة أراضي قوله 4347 دونماً منها 187 للطرق والوديان و271 دونماً تملكها اليهود. غرس الزيتون في 460 دونماً. وتحيط بأراضي القرية، أراضي المزيرعة ورنتية ورنتيس وقبية والطيرة.
كان في قوله في عام 1922 م (480) نفراً، ارتفعوا إلى 697 في عام 1931 ـ 360 ذ. و337 ن ـ مسلمون ولهم 172 بيتاً. وفي عام 1945م بلغوا 1010 نسمات.
تأسست مدرسة قوله في عام 1919م بمعلم واحد. وفي عام 1948م بلغ عدد طلابها 134 يعلمهم أربعة معلمين. منهم ثلاثة على حساب أهل القرية. ولها مكتبة ضمت 189 كتاباً.
وفي قوله 150 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
***
وينسب إلى «قوله» أو «قوليه»، كما تلفظ في بعض الأحيان، «حسن سلامة بن سلامة حسن سلامة» أبو علي من أبرز قادة الجهاد الفلسطيني. وقد أتينا على ذكره في ج1 ق 1 من هذا الكتاب فارجع اليها.
كانت جبهة حسن سلامة، في مختلف الثورات الفلسطينية، في الديار اليافية. وقد سجلت له معاركه المتعددة التي خاضها مع رفاقه المجاهدين الأبطال مواقف خالدة تفيض شجاعة وبطولة وحسن قيادة.
وفي عام 1936م علم أبو علي ان جماعة كبيرة من اليهود نزلت حيفا عن طريق البحر وستتوجه بالقطار الحديدي إلى يافا. أعد رحمه الله ما يلزم من البارود والديناميت لنسف القطار حين مرروه بمنطقة رأس العين. ولما مرت عربات القطار على قضبان السكة الحديدية الملغومة انفجرت وتدهورت. وأخذ المجاهدون بالهجوم ففتكوا بعدد غير قليل من ركابها وحراسهم الجنوب الانكليز. إلاّ ان رصاصة من الأعداء استقرت في رقبة أبي علي وبعد شفائه عاد تواً إلى الجهاد.
وفي اليوم التالي داهمت قوات بريطانية (قوليه) فهدمت الكثير من بيوتها ومن بينها دار أبي علي ـ واعتقلوا والده الهرم وساموه أشد أنواع العذاب.
تنقلت بالمجاهد حسن سلامه الأحوال فنزل بغداد والتحق بكليتها العسكرية وبعدها توجه إلى المانيا وفيها التحق بمعاهدها العسكرية التي تدرب طلابها على حرب العصابات والتحليق بالمظلات.
وأخيراً وفي يوم 29 ايار من سنة 1948م نشبت معركة رهيبة في «رأس العين» بين المجاهدين بقيادة «حسن سلامه» من جهة وبين اليهود من جهة اخرى. ولما رجحت كفة الأعداء باستيلائهم على «رأس العين» استنجد ابو علي بالقرى المجاورة فأنجدته فتمكنوا من استرداد الموقع المذكور. إلاّ ان الشيخ حسن سلامه كان في أثناء المعركة قد جرح فأصيب بشظية في ركبته اليسرى واخرى في صدره ثم توفي رحمه الله متأثراً بجراحه في 31/5/1948.
تقع الخرب الآتية في جوار قوله:
(1) خربة بير بندق: تقع في الجنوب الشرقي من القرية. تحتوي على «اسس على عقدة صغيرة وصهاريج وشقف فخار على سطح الأرض».(122)
(2) خربة عمار: تقع في الجهة الغربية من رقم (1) تحتوي على «أسس وصهاريج وشقف فخار على سطح الأرض».(123)
(3) خربة برج الحنية: تقع في الجنوب الشرقي من «قولية» محتوياتها: أسس وصهاريج منقورة في الصخر.(124)
و«قولية» أيضاً من أعمال منطقة «القامشلي» في محافظة «الحسكة» في شمال سوريا.
ألْمُزَيْرعَة
تقع في شمال اللد، على مسيرة 12 كم عنها، وفي الجنوب من «مجدل يابا» على أربعة كيلومترات، والمزيرعة قرية صغيرة مساحتها 25 دونماً ترتفع 100 متر عن سطح البحر.
يعرف السهل الواقع في شرقها باسم «مرج عبيد» ويفصلها (وادي الساحوري) من الجنوب عن قرية قولية.
والمزيرعة مع مجموعة القرى التي تحاذيها مثل قوليه وطيرة دندن ودير طريف وبيت نبالا والحديثة من الجنوب، ومجدل يابا وكفر قاسم من الشمال تعرف (بقرى العرقيات)(125) لوقوعها في نهاية السهل وأول الجبل.
وقرية المزيرعة حديثة تعود بتاريخها إلى نحو قرنين من الزمن حيث نزلها، من دير غسانة، آل رُمَيْح أقدم سكانها.
***
تبلغ مساحة أراضي هذه القرية (10832) دونماً منها 330 للطرق والوديان و1450 دونماً تسرت لليهود. تحيط بهذه الأراضي، اراضي قرى قوله ورنتيس ومجدل يابا ورنتيا وويلهلما والقلاع اليهودية.
غرست الحمضيات في 1311 دونماً من أراضي المزيرعة ـ الواقعة في السهل ـ منها 383 لليهود، كما غرس العرب الموز في 25 دونماً. وأما الأراضي الجبلية فتزرع الحبوب كما يستعمل بعضها للمراعي.
وكانت المزيرعة معروفة بصنع العباءات القروية وسروج الخيل ولكن هذه الصناعات تلاشت اخيراً.
تشرب القرية من بئر تقع في غربها، لها من العمق 35 متراً، ماؤها غزير. وتستقي منه ايضاً اهل قوليه. وفي أوائل عام 1948م سحبت مياهه بالمواسير إلى خزان في وسط القرية ومنه يأخذ القرويون حاجتهم من الماء. وأما بيارات البرتقال الواقعة في السهل فتروى من 11 بئراً اعمقها 20 متراً. ومياهها غزيرة.
كان في المزيرعة عام 1922م (578) وفي عام 1931م 780 نفراً: 416 ذ. و364 ن ـ مسلمون ولهم 186 بيتاً. وفي عام 1945م بلغوا 1160 عربياً. وآل رميح، أو (الرمحي) أقدم سكان القرية، يعودون بنسبهم إلى قبيلة (سنبس) القحطانية التي نزلت جنوبي فلسطين في صدر الفتوحات العربية الاسلامية، ونزح بعضها إلى مصر. ولهم أبناء عم في «بيت عَفّا» من قضاء غزة ومجدل يابا والخيرية. وهناك عائلات اخرى تعود بأصلها إلى قرى قبية وحمامة وكفر سابا والى مصر.
أنشئت مدرية المزيرعة في عام 1919م بمعلم واحد. وفي عام 1944 ـ 1945 أصبحت ابتدائية كاملة. عدد طلابها 207 يعلمهم ثمانية معلمين تدفع القرية رواتب اثنين منهم. ويؤم هذه المدرسة طلاب كثيرون من القرى المجاورة. ولها مكتبة ضمت 306 كتب. ويتمرن طلابها على الأعمال الزراعية، في أرض المدرسة البالغ مساحتها 35 دونماً. وقد غرس في مساحات واسعة من هذه الأرض حرش، كما انشئ فيها مركز لتفقيص الصيصان. وفي المزيرعة 500 رجل يلمون بالقراءة والكتابة.
وفي القرية مدرسة ثانوية تأسست عام 1945م ضمت 78 طالبة تعلمهن معلمتان، تدفع القرية عمالة واحدة منهما. وفيها مكتبة جمعت 58 كتاباً.
وأقيم جامع القرية الحديث في نحو منتصف القرية تنتهي اليه جميع شوارعها.
لعل مقام «النبي يحي» الذي يشار اليه في القرية، كان كنيسة تحمل اسم «يوحنا المعمدان ـ النبي يحي». ويحتوي هذا المقام على «بناء مستطيل له مدخل، وأساسات جدران وحظيرة ومدافن منقورة في الصخر وصهاريج»(126)
وفي 3 رمضان 1367 هـ: تموز 1948م استولى الأعداء على هذه القرية العريقة.
تقع الخرب الآتية في جوار المزيرعة:
(1) خربة ام اللبد: تقع في شرق القرية. تحتوي على «ابنية وجدران مهدمة وصهاريج».(127)
(2) خربة القصر: تقع في الجنوب الغربي من «ام اللبد» تحتوي على «بقايا برج وصهريج منقور في الصخر».(128)
***
أقام الناهبون في عام 1949م مستعمرتهم «مازور ـ Mazor» على بقعة المزيرعة العربية. ثم نقلوها إلى مسافة كيلومترين لجهة الغرب، على بعد نحو 10 كمن من قلعة «بن شمِن». كان في «مازور» في عام 1962م (310) من اليهود.
(3) خربة شعيرة: تقع في السهل في غرب المزيرعة، على بعد نحو 4 كم منها غرست أرضها بالحمضيات تحتوي على: «بركة منقورة في الصخر. شقف فخار على سطح الأرض، بئر مبنية بالحجارة المنحوتة، صهريج مبني بالدبش».(129
| |
|
عماد الفلسطيني المدير العام
عدد المساهمات : 1962
تاريخ التسجيل : 21/03/2009
| موضوع: رد: قرى قضاء الرمله الأربعاء سبتمبر 01, 2010 2:31 pm | |
| | |
|