عماد الفلسطيني المدير العام
عدد المساهمات : 1962
تاريخ التسجيل : 21/03/2009
| موضوع: لماذا الإصرار المصري على استئناف المفاوضات؟ الإثنين نوفمبر 01, 2010 5:59 am | |
| د. عصام شاور في الوقت الذي تستأنف فيه حكومة بنيامين نتنياهو عمليات الاستيطان في القدس والضفة الغربية بوتيرة أشد من ذي قبل، وتزامنا مع إقرار اللجنة الوزارية عن الشؤون التشريعية الصهيونية قانونا يعتبر القدس ذات أولوية وطنية، ومع إصدار أوامر صهيونية بإخلاء مئات البيوت من ساكنيها المقدسيين ومع هجوم المستوطنين وجيش الاحتلال على مدينة أم الفحم يقوم السيدان وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط ووزير مخابراتها عمر سليمان بزيارة عاجلة إلى رام الله من اجل إقناع السيد الرئيس محمود عباس بضرورة العودة إلى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
يستند الضيفان إلى مبادرة الرئيس الأمريكي باراك اوباما التي تعهد من خلالها بالضغط على " إسرائيل" لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية في العام القادم، وعلى أن يتم كذلك تجديد تجميد الاستيطان في الضفة والقدس لفترة أخرى ولكن التجميد هذه المرة لا يشمل الكتل الاستيطانية الكبرى،أي أن الوفد الدبلوماسي المصري الرفيع لا يحمل ما هو جديد ولا هو جيد ليقدمه للرئيس محمود عباس، بل مجرد أوهام لا تختلف كثيرا عن أوهام بوش الابن الذي وعدنا هو الآخر بدولة بعد عام وها هي الأعوام تنقضي ونحن " مكانك سر". نحن الفلسطينيين الأكثر علما بالنوايا العربية وطرق الإقناع لديهم، فمثلا حين قدمت المملكة العربية السعودية قبل أيام 100 مليون دولار للسلطة الفلسطينية استبشرت خيرا بأن المصالحة الداخلية أصبحت قريبة المنال، لأننا لمسنا منذ اتفاق مكة وما سبقها بأن المملكة السعودية حريصة كل الحرص على وحدة الشعب الفلسطيني وهي لا تبخل في بذل المال من اجل تحقيق ذلك الهدف النبيل وأنا اعتقد أن ما قدمته مؤخرا للسلطة يأتي في ذلك السياق، ولكن مصر تختلف كليا عن السعودية فهي لا تملك المال وليس لديها الرغبة في وحدة فلسطينية تخفف الضغط عن غزة أو بمعنى آخر عن حماس لأنها تنظر إلى حماس كما تنظر إلى جماعة الإخوان، أما طريقة الإقناع لديها فهي بالتهديد والوعيد والحصار ومنع الحركة والاعتقال.
إن الإصرار المصري على استئناف المفاوضات يأتي في سياق تحقيق الرغبات الأمريكية وبالتالي الصهيونية، والعودة للمفاوضات ليست في صالح الطرف الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد سواء تم تجميد الاستيطان أم لا، ولكن مع تجدد المفاوضات بين السلطة و"إسرائيل" فإن المصالحة الداخلية قد تتعثر ويبقى الحصار مضروبا على قطاع غزة وعلى حركة حماس، وهنا قد يظن النظام المصري بأن ذلك يساعده في إقناع الشعب المصري الذي يعيش أجواء انتخابية مشحونة، بأن أي مشروع سياسي يقوم به من يرفع شعار " الإسلام هو الحل" محكوم عليه بالحصار والفشل.
| |
|