ღ♥ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥ღ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للملتقي فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، كما يشرفنا أن تقوم فى التسجيل اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه

ادارةღ♥️ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥️
ღ♥ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥ღ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للملتقي فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، كما يشرفنا أن تقوم فى التسجيل اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه

ادارةღ♥️ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥️
ღ♥ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥ღ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ღ♥ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥ღ



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عند أبواب حيفا /قصة أحمد محمَّد وديع العبسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الاقصى
عضو فضي
عضو فضي
عاشق الاقصى


عدد المساهمات : 98

تاريخ التسجيل : 23/09/2010

العمر : 35

عند أبواب حيفا /قصة أحمد محمَّد وديع العبسي  Empty
مُساهمةموضوع: عند أبواب حيفا /قصة أحمد محمَّد وديع العبسي    عند أبواب حيفا /قصة أحمد محمَّد وديع العبسي  Emptyالخميس أكتوبر 21, 2010 5:26 am

عند أبواب حيفا

بعد ثلاثين سنة ، استطاع أن يعود إلى مسقط رأسه ، هناك حيث الماضي وذكريات الطفولة والشباب ، عاد كورقةٍ أعياها الخريف وقد تجاوز الخامسة والستين من عمره ؛ لأنّه فلسطيني كانت عيون الصهاينة تقتحمه عند كل حاجزٍ عسكري أو مدني ، لا يستطيعون الاطمئنان تجاه أي شيءٍ فلسطيني ، حتى ولو كان هذا الشيء مجرد ورقةٍ بائسة سقطت من على شجرة الحياة منذ سنوات طويلة .
كان يعرف أنّه لم يعـد يملك في حيفا إلاّ بعض الهواء .. والذكـريات المؤلمة ، فلقد اقتلع المستوطنون منزله الصغير كما جميع المنازل الفلسطينية لتحلّ محلّها المباني الاستيطانية العملاقة ، لقد تغير كلّ شيءٍ في حيفا ، حتى شوارعهـا لم تعـد كما هي ، صارت أشبه بشوارع واشنطن ، يلفّها السـكون والبـرد والخوف ، لم يعد ذلك الدفء يلف المدينة ؛ حتى صـوت الرصاص لم يعد يُسمع هنا .. ، لقد سيطر الأوغاد على حيفا بشكلٍ كاملٍ تقريباً ، بضعة حواجز عسكرية عند بوابات المدينة وفي أماكن متفرقةٍ داخلها للاحتياط وحفظ الأمن بسبب ارتفاع معدّل الجريمة بين الصهاينة أنفسهم - في حيفا - مؤخراً ، لقد أدمنوا الإجـرام فحتّى عندما لا يوجد فلسـطينيون هم مستعـدون للجريمة ، طبعـاً .. لهذا السبب أيّدهم العـالم في إنشاء وطنٍ لهم ، فالمكاسب على أقلِّ تقـدير كانت تعني التخلص من حفنةٍ من المجـرمين ، ولكن الأمور لم تجري كما خُطط لها ، لقد صار العالم كلّه بعد إنشاء دولة الكيان الصهيوني أرضاً للجريمة ، ومن يهتم ! الأمور كلّها تجري في سبيل الكذب ، ولا يُدفع الثمن غالباً إلاّ من قبل الشعوب المسكينة .
وقف أمام حاجزٍ عسكري عند مدخل المدينة ، خمسة عناصر وضابط قد تجاوز الخمسين تقريباً متفرغٌ لشرب الشاي ، وكالعادة بدؤوا بطرح أسئلتهم التافهة والغليظة عن سبب قدومه ، ومـاذا يريد ، لم يكن يملك إلاّ إجـابةً واحدة ومختصرة : زائر . إن أيَّ كلمةٍ أخرى قد تثير شكوكهم ، وما أن سمح له العناصر بالدخول حتى أوقفه الضابط بعد أن حدّق فيه ملياً ، لمَ أنت هنا ؟ ألم تنسَ حيفا ؟ فاجأه سؤال الضابط ، إلا أنّه أجاب إجابة مختلفةً هذه المرة ، فسؤال الضابط كان مختلفاً ، لم أنسَ أيَّ شيءٍ في حيفـا ، ولكن يبـدو أنّه لم يبقَ فيها شيءٌ ممّـا أذكره ، اقترب الضابط منه وخاطبه بلغةٍ متعالية : ألم تذكرني؟ أنظر في وجهي جيداً ، أنا الذي طردك من بيتك منذ ثلاثين سنة . امتلأ الرجل غيظا وحنقاً ، حاول أن يتذكـره لكن دون جـدوى ، لا أظن أنّني سأذكرك ، كلكم مجـرمون ومتشابهون ؛ قهقه الضابط بسخرية : كلنا متشابهون ، نعم هذا صحيح ... نحن شعب الله المختار ، مع أنّكم هربتم منذ ثلاثين سنة إلاّ أنني لا أزال أذكركم واحداً واحداً ، نحن لا ننسى أعدائنا أبداً ... لن أسمح لك بالدخول إلى حيفا عليك أن تعود من حيث أتيت ... حاول الرجـل أن يكتم غيظـه إزاء الضـابط فهو لا يريد أن يعود كما أتى من لاشيءٍ إلى لا شيء ، لماذا تريد أن تمنعني من الدخول ، ألا ترى أنّني رجل قاربت السبعين من عمري ولن أستطيع إيذاءك ، ردَّ الضابط بعنجهيّـة وازدراء : - أعرف أعرف - أعرف أنّـك لن تستطيع فأمثالك لا نحسـب لهم حسـاباً أبداً ، ولكـن أنا أستطيـع أن أؤذيك وسأفعل ، عليك أن تغرب عن وجهي حالاً ، ثم لماذا أتيت بعد كلِّ هذا الغياب ، هل اشتقت إلى تراب أرضك وتشتهي أن تدفن فيه! أنصحك أن تتخلّى عن رومانسيتك تلك ، اذهب فالقبور كلّها متشابهة ، لن يختلف عليك الأمر كثيراً ، أمّا إذا كنتَ قادماً من أجل تنسم هواء حيفا ، فلقد صار هذا الهواء لنا ، ولن أسمح لك بتنفسه ، سأستمتع بحرمانك من آخر آمانيك ، كما حرمتك من أولها عندما طردتك من هنا ، أنتم مجموعة من الضعفاء الذين لا يستحقون حتّى الرحمة ، أنتم لا تملكـون شيئًا هنا ، حيفــا صارت أرضاً لليهـود ، وعمّا قريب ستصبح أرض الميعاد كلّها يهودية ، أمّا أنتم فعليكم أن تتشردوا كما تشتهون ، أو بإمكانكم أن تبقوا عبيداً لنا ، فمثلنا بحاجةٍ للعبيد دائماً .
أحسّ ذلك الرجل بالمهانة والذل ، تمنّى لو أنه يستطيع أن يرمي ذلك الضابط بحجرٍ في وجهه أو لو أنه يستطيع أن يمزقه بيديه ، لو أنه مات قبلا ثلاثين سنة ولم يتعرض لهذا الموقف الذليل الذي يستجدي فيه ضابطاً إسرائيلياً بعض الهواء ، لقد أذللتُ مرتين : مرّة عندما طردت من بيتي ، والآن وأنا عند أبواب مدينتي التي حرمتُ حتى من السير في شوارعها ، وأنا رجلٌ عجوز ، لكن يجب أن لا أعود قبل أن أدخل إلى حيفا لقد قطعت كلّ تلك المسافة في سبيل ذلك .
أيّها الضابط قل ما تشاء فلن تستطيع منعي من الدخول ، أنا أحمل جواز سفرٍ أمريكيٍ كما ترى ، وسأشكوك إلى القنصلية الأمريكية عندها سأدخل حيفا على الرغم من أنفك . أنفجر الضابط ضحكاً .. ماذا تقول: القنصلية ... ، كم أنتم متشابهون أيُّها العرب ، صرتَ تتحدث مثل زعمائك ، هم سيذهبون إلى مجلس الأمن وأنت ستذهب إلى القنصلية ، ألم تفهموا بعدْ أن هذا لن ينفعكم أبداً ، عليكم أن تستسلموا لنا فقط ، نحن من يسيطر على كلِّ شيء ، أنّ هذه الأوراق التي تحملها لا قيمة لها هنا أبداً ، إنّها لا تساوي شيئاً بالنسبة لنا ، نحن لا نحاسب الناس على أوراقهم بل على الدماء التي تجري في عروقهم ، عليك أن تستبدل دمك بدمٍ يهودي قبل أن تستبدل جواز سفرك ، هذا إن وجدت من يرضى باستبدال دمه مع دمك التعيس ؛ عندها ربّما أسـمح لك بالتجول في حيفا ، .. اذهب أنت وأوراقـك إلى الجحيـم ، فلن أسمح لك أن تتقدم شبراً واحداً .
أظلم الكون كلّه في عيون ذلك الرجل ، أنتابه إحساس بالذل الشديد ، هذه المرة أنا من أهنت نفسي دون أن أشعر ، ماذا أفعل ؟ يا ربُ هل أعود خائباً ، ماذا سأقول لأحفادي ، هل أكذب عليهم ، ماذا سأجيب حفيدتي الصغرى التي طلبت منّي قليلاً من تراب حيفا كتذكار ، هل أقول لها أن حيفا لم تعد تحوي أيّ تراب ، أم عليّ أن أخدعها وأحضر لها تراباً من أي مكانٍ على أنّه تراب حيفا ، إلى متى ينبغي عليَّ أن أتحمل ألوان المهانة والاحتقار ، عندما خرجت من بيتي قبل ثلاثين سنة تذرعت بخوفي على زوجتي وأولادي ، كانت أوّل كذبةٍ في سبيل الحياة ، قاسـيت كثيـراً في سبيل الحصول على الجنسـية الأمريكية من أجل هذه اللحظة ... لو أني قاسيت من أجلِّ شيءٍ آخر ... انسلاخي عن جسـدي زادني احتقاراً ومهـانة ... ، لكن إلى متى ...
سرح الرجل بنظره إلى تلال حيفا ، حاول أن يشتم ريح بحرها ، ثمّ تقدّم بضع خطواتٍ إلى الأمام علّه يتطهر من آثام الماضي ... .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عند أبواب حيفا /قصة أحمد محمَّد وديع العبسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قرى قضاء حيفا
» تاريخ المدن الفلسطينيه /1/حيفا
»  حديقة الإنسان : الطريد - أحمد مطر
» الشهيد الفتى محمد أحمد حلس أحد أبطال معركة الشجاعية
»  مكتبة أناشيد للشيخ الشهيد الإمام أحمد الياسين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ღ♥ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥ღ :: ملتقي ابناءغزة شؤون فلســــطينية عامة-
انتقل الى: