أقولُ وقد نالَ الشَّبابُ الأكارمُ | |
| تليقُ بطلّاب النجاحِ المكارمُ |
هنيئاً لِفِتيانِ النجاح نجاحُهم | |
| (وتأتي على قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ) |
فأنتُم لهذا الصّرح فينا ركيزة | |
| وأنتُم لأرضِ المَكرُماتِ دعائمُ |
وأنتُم بَنوها تدعمون بناءها | |
| إذا عزَّ في دُنيا الحَضَارَةِ داعِمُ |
حُكومَةُ إسماعيلَ ما رَفَّ رِمشُها | |
| وكيدُ البَرايا حولَها مُتلاطم |
| |
| |
تَحَزَّبَت الأحزابُ من كُلِّ دولةٍ | |
| عَلَيها وقامَت تَصطَليها العَواصِمُ |
وينفُثُ أهلوها وأبناءُ عمّة | |
| كما تَنفُثُ السُّمَّ الزُّعافَ الأراقم |
وَتَرمي بِها الأردُنَّ والعُربُ فِريةً | |
| وتَضرِبُ من كَيدِ الحِصارِ أعـاجِمُ |
فَكم قامَ في شَرِّ المَجامِعِ شامتٌ | |
| وكَم راحَ يَجتاحُ الشَّوارِعَ شاتِمُ |
ألا لا أعادَ اللّـهُ مـن كان قبلها | |
| فَمَخزونُ أموالِ الحُكومَةِ غارِمُ |
| |
| |
فَصارَت بُطونُ النَّاسِ تَلوي بِِجُوعِها | |
| وتقتات ما لاكَ الحَشا وتُقاسمُ |
فهذي وجوهُ الزّاغبات كوالِحٌ | |
| وهذي دُموعُ الثَّاكِلاتِ سواحِمُ |
أما ثارَ من هذي المَهانَةِ فارِسٌ | |
| ألم يُفتِ في هذي الفَضيحَةِ عالِمُ |
أما في عباءات الحِجازِ حميّةً | |
| فَيَهشِمَ في يومِ المَجاعَةِ هاشِمُ |
إذا لَم يُثرها جوعُ أبناء دينها | |
| فكيف تُراها تُستَثارُ العمائِمُ |
| |
| |
وكيفَ تُطيقُ العربُ عاراً يَلُفُّهَا | |
| وَهَل ترتَضِي العارَ الرِّجالُ الصَّلادِمُ |
فإنّا لفي دنيا تجوعُ أسودُها | |
| وتَشْبَعُ فيها السائباتُ البهائم |
وأنّا أناسٌ لا نبالي بحالنا | |
| تَجوعُ الحَوايا أو تضيعُ الدَّراهِمُ |
نموت ولكن لا يُحلّ حريمُنا | |
| نَجوعُ ولا نَالَ الوِصَايةَ غاشِمُ |
فقد جرّبتنا الداهمات ببأسِها | |
| وتعْرفنا في النازلات العزائمُ |
| |
| |
عِظاماً وآثارُ العِظام عظيمةٌ | |
| وتأتي على قَدرِ العِظامِ العظائِمُ |
تَفوقُ مقامات الملوك رؤوسُنا | |
| وتَعلو على هام الوُلاةِ القوائِمُ |
أمِنّا ستُبتزُّ المواقفُ عُنوةً | |
| مَتى كانَ يُبتزُّ الكمِيّ المُقاوِمُ |
إذا لَم تَكُن فينا الكرامةُ الإبا | |
| فلا قَامَ يَحمِي الأرضَ والبيتَ قائِمُ |
فإنّا إذا ما الجوعُ عضَّ بنابِه | |
| نَصولُ كما صالت بِغَابٍ ضراغِمُ |
| |
| |
تُطاردُ ما بينَ الخليل وغزّةٍ | |
| فلا قَرَّ مَظلومٌ ولا قرَّ ظالمُ |
فإنّ الّذي بينَ السياسةِ شعرةً | |
| وما دونها هذا الحَديدُ الصَارمُ |
فلسنا نُداريه بهذا وإنما | |
| نُجانِبُ أحياناً وأخرى نُصادِمُ |
فإمّا أرادوها جحيما فحبّذا | |
| فَواللّهِ لا غنّت لِقومٍ حمائِمُ |
فمَن عَيَّ لم يَفهَم بيانَ سكوتنا | |
| فإنّ المَنايا عن قريبٍ تَراجِمُ |
| |
| |
فَصَبراً إلى يومٍ عبوسٍ مُقمطرٍ | |
| تَكونُ نَذيرُ القَومِ فيهِ الجماجِمُ |
حرامٌ عَلينا الاعتراف بجسمِهِم | |
| وتَحرُمُ في عُــرفِ الأباةِ المَحارِمُ |
نجوع ولا نأتي بقولٍ يُقرُّهم | |
| ونَعرَى ونَصرُ اللهِ لا بُدَّ قادِمُ |
نُساوِمُ أحشاءً لنا وحواصلاً | |
| ولَسنا على أرضِ الرِّباطِ نُساوِمُ |
وإمّا أرادوها سلاماً فإنّما | |
| يعودون من حيثُ استَقَلُّوا فَنُسالِمُ |
| |
| |
ستُهزَمُ أمريكا لوقع صمودنا | |
| وتَهتَزُّ فيها النّاطحاتُ المعالِمُ |
وَيَقصُرُ من قد كان فيها مُطاولاً | |
| ويصغُرُ من قد كان فيها يُعاظِمُ |
تَزولُ كما زالت ممالكُ قبلها | |
| وتُفضي كم أفضَت مُلوكٌ خَضارِمُ |
لَكِ اللهُ يا خَيرَ الحُكوماتِ عاصِمٌ | |
| فَهل لأوروبّا من اللهِ عاصِمُ |
تَسودينَ في كُلِّ المواقفِ رفْعةً | |
| كما سادَ في كُلِّ المَكارِمِ حاتِمُ |
| |
| |
فقد قلّدَت جُندُ الحَماسِ بِناءَها | |
| كَما قَلَّدَت جيدَ الحِسانِ التمائِمُ |
فَمن قالَ عنهُم تارِكونَ مُخرّفٌ | |
| ومن قالَ عَنهُم ذاهِبونَ فحالِمُ |
سيأتي إليهَا المالُ من كلِّ قيعةٍ | |
| على أنفِ أمريكا وذا الأنف راغِمُ |
ويأتي إلى بَيتِ الرَّشيدِ خَراجُهُ | |
| وَتُمطِرُ في أرضِ العِراقِ الغَمائِمُ |
فإنَّ الذي أغنى الممالك رازِقٌ | |
| وإنَّ الّذي أقنَى العوالِمَ قاسِمُ |
| |
| |
سَيأتي إلى كُلِّ الحُكوماتِ موعِدٌ | |
| وهُنَّ إلى البَيتِ القَصِيِّ حواكمُ |
فَصَبراً على ظلمِ الحَضارَةِ رَيثَما | |
| يُفَرِّجُ من عُسرِ الأمورِ الرّاجمُ |
فَلن يَغلِبَ اليُسريْن عسْرٌ عَارضٌ | |
| ولَن يَقهَرَ الأحرار فردٌ حاكمُ |
أيا فتية العِلم الرّفيع بناؤُهُ | |
| وتُبنىَ على دَرَجِ العُلومِ السّلالمُ |
هنيئاً لكم هذا التّفرُّق كلّما | |
| سَرَت من ضِفافِ البَحرِ هذي النسائِمُ |