اسراء عضو ذهبي
عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 23/09/2010
العمر : 32
| موضوع: رسمةٌ في الخيالْ الأحد أكتوبر 03, 2010 3:23 pm | |
| رسمةٌ في الخيالْ | شعر : خميس | كما في خيالي رسَمْتُكِ ظَلِّي
وحسبي أنا ، رسمةٌ في الخيالْ
تكونُ سراجاً منيراً لليلي
إذا ما ادلهمَّ عليَّ وطالْ
وتقتلُ وقتَ انتظاري المملِّ
على بابٍ حلمٍ بعيد المنالْ
أراني وقد نمتُ ، فيهِ ، كطفلِ
على شاطيءٍ ذهبيِّ الرمالْ
ومِن خلفيَ البحرُ يسحبُ رِجْلي
ويهمس في أُذُنَيَّ : تعالْ
فأصحو ، وأمشي رويداً ، وكُلِّي
حنينٌ ، وفوق شفاهي سؤالْ
أيذكرُني ؟!
- يا لروعة خِلِّي -
وقد غبتُ عنه سنينَ طوالْ
وتتبعني ذكرياتي كظِلي
ويؤنسني وقعُ تلك الظلالْ
هنا ، كنتُ أصنعُ أكوامَ رملِ
وألهو ، وأقفزُ فوق الحِبالْ
وطائرتي ، بخيوطٍ وذيلِ
تُحلِّقُ فوق أعالي التلالْ
وتسقط في كَرْمِ جدي المُطِلِّ
على سور منزلنا من شَمالْ
فأتبعها بين أشجار نخلِ
وأخرى من اللوز والبرتقالْ
وأنتظر الجدَّ حتى يُصلِّي
ويملأ لي ، بيديه ، السلالْ
***
هنالك ما بين وردٍ وفلِّ
وعرضِ سهولٍ ، وطولِ جبالْ
كبرتُ وأنتِ أمامي وحولي
وذاتَ اليمين وذاتَ الشمالْ
وشكلك أجملُ من كل شكلِ
ولله .. لله يبقى الكمالْ
وحبك يملأ قلبي وعقلي
وروحي ، وليس كلاماً يُقالْ
***
كما في خيالي رسَمْتُكِ ظَلِّي
وحسبي أنا ،
رسمةٌ في الخيالْ
أراها فأهتفُ : ويحي وويلي !
متى سأعودُ ؟
وهل من مجالْ ؟
بقيتُ ، وقد سرتُ دهراً ، محلِّي
وما عدتُ أقوى على الاحتمالْ
وفتَّشتُ عن وطنٍ مستقلِّ
هباءً ، ودَمِّي ، كما النهر ، سالْ
ومشكلتي لم تزل دون حلِّ
وهأنذا لاجيءٌ لا أزالْ ..
أنا لستُ شيئاً ..
رضيتُ بذلي !
فلا تُلقِ لي ، يا حبيبةُ ، بالْ
كلامي كثيرٌ ، ولكنَّ فعلي
قليلٌ ،
وأهوى ، بطبعي ، الجدالْ
وفي ساعة الصفر دوماً أُوَلِّي
فِراراً ، وأهربُ وقت النزالْ
ومَن لا يُساوي جُنَيْهيْنِ يُملي
عليَّ شروطاً ، ولي الامتثالْ
أبيعُ بلادي بحبة فجلِ
وأبناءَ شعبي ، بحفنة مالْ
ولستُ أبالي إذا ضاع حقلي
وصال الغريبُ بأرضي وجالْ
أُعِينُ عدوي عليَّ ، وأكْلي
وشُربي حرامٌ ،
وقتلي حلالْ !
***
كما في خيالي رسَمْتُكِ ظَلِّي
لأحيا على رسمةٌ في الخيالْ
تُذكِّرُني ، إنْ نسيتُ ، بأصلي
وأني سليلُ رجالٍ رجالْ
ويحيا عليها إذا مت نجلي
إلى أنْ يشد إليك الرحالْ
فمَن لي سواه يعيدك مَن لي ؟
وما عُدتُ أتقن رميَ النبالْ
ولم يبق في العمر عمرٌ لمثلي
وشمسي على عتبات الزوالْ
وبيني وبينك مليونُ ميلِ
ويبدو لقاؤكِ لي كالمُحالْ
و( أهلي ) يخونون في الحرب أهلي
ولا يحسنون سوى الاقتتالْ ؟!
***
كما في خيالي رسَمْتُكِ ظَلِّي
وحسبي أنا رسمةٌ في الخيالْ
تمر ببالي فأسرجُ خيلي
وأحلمُ أنِّي بساح القتالْ
وفوق الغزاة أدوس بنعلي
وأدعو مجيب الدُّعا بابتهالْ
لعلِّي أموت شهيداً لعلِّي
أعيشُ ، ولكنْ
بدون احتلالْ !!
|
| |
|