ღ♥ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥ღ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للملتقي فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، كما يشرفنا أن تقوم فى التسجيل اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه

ادارةღ♥️ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥️
ღ♥ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥ღ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للملتقي فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، كما يشرفنا أن تقوم فى التسجيل اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه

ادارةღ♥️ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥️
ღ♥ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥ღ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ღ♥ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥ღ



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حمدان القرباطي / عدنان كنفاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تناهيد
عضو ماسي
عضو ماسي
تناهيد


عدد المساهمات : 323

تاريخ التسجيل : 14/08/2010


حمدان القرباطي / عدنان كنفاني  Empty
مُساهمةموضوع: حمدان القرباطي / عدنان كنفاني    حمدان القرباطي / عدنان كنفاني  Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 4:42 pm

حمدان القرباطي


عدنان كنفاني



دفعه شرطي قصير، يرتدي سترة فضفاضة إلى القاووش رقم 7 ثم أغلق وراءه بقوّة الباب المصفّح بقضبان حديدية ثخينة.
مرّة أخرى يزجّونه في مكان يعجّ بالمجرمين.. لصوصاً، ولوطيين ومتعاطي مخدّرات، يشعر في هذه المرّة أنه بفعلته لا يختلف عن أيّ واحد منهم.!
مخالفة مرور تافهة أرسلته إلى السجن.!
طأطأ رأسه، وراحت عيناه الواسعتان الضعيفتان تبحثان وسط هذا الزحام عن مكان صغير يريح فيه أعضاءه المنهكة، أحسّ أن العيون تنظر إليه، تتفحّصه، وتتساءل دون أن تعلن:
ـ من هذا الرجل العجوز، وما الذي أتى به إلى هذا المكان.؟ أي جريمة ارتكب.؟
كان، عندما سجن في المرّة الأولى، يفعل مثلهم، خمس عشرة سنة تكفي ليكتسب أيّ سجين خبرة كافية لقراءة صائبة في أكثر الأحايين لأي نزيل جديد.
في هذه المرّة الأمر مختلف، هو النزيل الجديد، في سجن يختلف قليلاً عن سجون أمضى فيها خمس عشرة سنة بتمامها، وعليه أن يتماسك حتى لا يعطي فرصة لأحد من هؤلاء الفضوليين أن يشطح به خياله ويصوّره على غير صورته الحقيقية.
كل ما في الأمر أنه ارتكب مخالفة مرور.!
ـ أستاذ إبراهيم، أستاذ إبراهيم، يا مهندس.!
أخرج النظّارة وعلقها على أنفه، وراح يحرّك رأسه يمنة ويسرة.
يد باردة تلمس راحة يده، ورجل خمسيني يعانقه.
ـ أستاذ إبراهيم، ألا تتذّكرني.؟
حدّق في وجهه مليّاً، ثم هرش رأسه.!
ـ أنا حمدان، حمدان القرباطي.
حمدان القرباطي، في هذا المكان.!!
أمسكه من كتفيّه وهزّه بقوّة، وأفرغ كلمة طافحة بالحب اقتلعها من عمق سنوات لم يعد يعرف عددها:
ـ حمدان..
كان حمدان صغيراً لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره يوم أمسك به المهندس من كتفيه أيضاً وهزّه بقوّة:
ـ تسرق جحشاً من فلاّح فقير.؟ يعني أنت والعالم والفقر والقهر واليهود على الفلسطينيين.!
قبضوا على الأستاذ إبراهيم متلبّساً، وهو يقوم مع رفيقه عبد الرزاق السمّوع بزرع عبوة ناسفة ثقيلة على طريق مستعمرة بتاح تكفا، رموا بهما في سجن مدني مع المجرمين اللصوص، والقتلة.
ـ يريدون كسر إرادتنا.
لم يجد الأستاذ إبراهيم في ذلك الوقت، وهما يزجّان بهما وحدهما دون الآخرين من أفراد تنظيمات المقاومة في ذلك السجن بعيداً عن أي معتقل، تفسيراً آخر، إذ ماذا يعني أن يزجّ بفدائي في سجن مدني مع مجرمين.؟
كان الأستاذ إبراهيم وعبد الرزّاق السمّوع يدركان ذلك جيّداً.

(2)


موشيه المحقق يحمل تقاطيع وجه غريبة، لا يكفّ عن الابتسام، سأله بصوت هادئ:
ـ إبراهيم عرب.!
يبتسم أكثر ويتابع بسخرية:
ـ الأستاذ المهندس، ها.!
يحاول أن يرسم نظرة جديّة فيعقد بين حاجبيه:
ـ تعترف أن خمسين كيلو متفجّرات كانت بحوزتك.؟
نظر إليه إبراهيم نظرة كان يتقن رسمها ولم يجب.
تابع الضابط بوتيرة الهدوء والجديّة ذاتها:
ـ حسب أقوالك المدوّنة فقد استعملت منها خمسةً وأربعين كيلو هنا وهناك، أين الخمسة الباقية.؟
أجاب المهندس بسرعة، وهو يخفي ابتسامة ساخرة:
ـ يبدو أنني أخطأت فيما قلت وكتبت، لأنني في الحقيقة استعملتها كلّها.
خرج الضابط بهدوء من الغرفة الصغيرة، وعلى شفتيه ابتسامة واثقة، وكان على إبراهيم عرب ورفيقه عبد الرزّاق السمّوع أن يمضيا سنوات كثيرة في سجن مدني بين المجرمين، قبل أن يصدر أمر نقلهما إلى معتقل سياسي، ليكملا خمس عشرة سنة بالتمام، إلى أن أطلق سراحهما ورحّلا إلى خارج حدود فلسطين في صفقة تبادل أسرى.

(3)


لأنه سرق جحشاً أصدر القاضي حكماً بسجنه ستة أشهر، كان صغيراً فقيراً ووحيداً، من قرية نائية حطّت رحالها على شاطئ الصحراء:
ـ تسرق جحشاً يا حمدان.؟
ـ والله لم أسرقه لكنني استعرته ليوصلني إلى أقرب مدينة.
لاشيء في قريته النائية غير الفراغ، لا شجرة، لا مدرسة، لا شارع مرصوف، مسجد واحد ومقبرة وحقل ألغام يحيط بالقرية، يسدّ في وجهها فضاء الجهات الأربع، حصد رجالاً من قريته بينهم أبوه وبقيت أشلاؤهم مبعثرة لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها، حتى أجهزت عليها جوارح الطيور والدود.
في الأشهر الستة التي قضاها حمدان في السجن تعلّم مبادئ القراءة والكتابة، وتعلّم من إبراهيم عرب الأستاذ المهندس، وعبد الرزاق السمّوع أشياء أخرى كثيرة.!
ـ غداً تخرج من السجن، لتسرق جحشاً آخر، هاه.؟
لم يجب حمدان بل نظر في وجهيهما نظرة طويلة، وقبل أن يُغلق باب القاووش وراءه التفت إليهما وتمتم هو يبتسم بتهكم:
ـ الجحش يعرف كيف يتفادى حقول الألغام…
وقبل أن يكمل، دفعه الحارس بصلافة، وغاب.

(4)


خرج إبراهيم صباحاً من بيته، سلك طريقاً مختصرة للوصول إلى بيت صديقه نايف مالك سيارة الأجرة التي بدأ منذ خمسة أيام فقط العمل عليها، كان يومه الأول صعباً لكنّه أمام حاجته الماسّة للعمل صمد، وأصرّ على الصمود في سبيل أن ينجح ويوفّر لنفسه وأسرته لقمة عيش كريمة,
شرطي يركن درّاجته الناريّة في المنعطف، أشار إليه فجأة للتوقّف، أطلّ من نافذة السيارة ألقى نظرة سريعة على عدّاد الأجرة، وابتسم بانتصار.
جاء في ضبط التوقيف "مخالفة عدم تشغيل عدّاد، واستغلال مواطن.!"
اقتيد مخفوراً هو والسيارة إلى مرآب حجز السيارات ومنه إلى نظارة فرع المرور، ثم إلى المحكمة التي أحالته إلى السجن ليجد نفسه مرّة ثانية سجيناً في قاووش يطبق على عتاة المجرمين من قتلة ولصوص.
مخالفة مرور تافهة أرسلته إلى السجن.

(5)


فتح باب القاووش رقم 3، شاؤول الحارس الجديد دفع بالمعتقل الجديد إلى داخل القاووش، عندما أغلق الباب وراءه لم يتردد إبراهيم عرب بإطلاق صرخة تعجب..
ـ حمدان.! تأتون بهذا الفتى إلى المعتقل.!
يغلق شاؤول باب القاووش المصفّح، وهو يردد باستهزاء:
ـ فتى.؟ هذا الفتى إرهابي، قلع عين ضابط كبير بعد أن قذفه بحجر.
يومها تبادل حمدان مع الجميع ابتسامة كبيرة ذات مغزى،
بعد خمس عشرة سنة غادر إبراهيم عرب وعبد الرزاق السمّوع المعتقل، حُملا على جناح سيّارة مصفّحة ألقت بهما خارج خط الحدود.
كل شيء هادئ، الحدود آمنة، ومكاتب التنظيمات خاوية إلا من موظفين يسيّرون أموراً ليست بذات قيمة، لم يجد إبراهيم بعد سنوات من التردّد على مكتب التنظيم أي مكان شاغر يقبل شيخوخته، وضعف بصره، وجهله بالأعمال الإدارية، لم يعد قادراً على تسلّق الجبال، ونصب الكمائن، كان العمر يجري بسرعة، والراتب الحقير يتناقص يوماً بعد يوم، والحاجة للبقاء على قيد الحياة تزداد إلحاحاً.

(6)


خرج حمدان من المعتقل بعد أن أمضى ثلاث سنوات، مدّة حكمه، عاد إلى قريته النائية فلم يجدها، زحف حقل الألغام إليها وابتلعها، أخذه جناح غريب إلى بلد مجاور أتقن فيه فن السرقة.
لم يعد يسرق جحوش الفلاحين الفقراء بل صار بارعاً في سرقة أقواتهم.

(7)


ـ أستاذ إبراهيم، تعال معي أقّدم لك سريري في آخر القاووش.
أمسك يده، ومشيا خطوات بطيئة عبر الممّر الفاصل بين رتلين من الأسرّة ذوات الطابقين.
بعد خطوات قليلة لم يجد حمدان حرجاً في منادته بإبراهيم دون ألقاب فقد أحسّ أنهما متساويان..!


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حمدان القرباطي / عدنان كنفاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ღ♥ღ ● ملتقي ابناءغزة● ღ♥ღ :: ملتقي ابناء غزة للقصاص والحكايات-
انتقل الى: