النكتة والطرفة الفلاّحية

طرائف من حياة وذاكرة القرية
جمع وإعداد : صالح صلاح شبانة

القزعر والمباطحه :ــ
الناس أيام زمان بقوا يتباهوا بالقوه البدنيه ، ومش غريب لمّا بقوا يجتمعوا بساحه من ها لساحات وينزلوا اثنين اثنين يتصارعوا ، واللي بقوا يقولولها (مباطحه) ومين ببطح الثاني ، وفي واحد بقى (قزعر) يعني قصير القامه وقوي البنيه ، وهذا معنى القزعر مشان ما نقعد نقزعر على بعض من غير مفهوميه بلا قافه ..!!
وهالقزعر بقى يبطح كل أهل البلد ، بسم الله ما شاء الله ، اللهم لا حسد ، حتى انه صار مغرور بقوته ، ويوم من ها لِيّام راح على لِمدينه ، فشاوروله على واحد قد لِفسيسي ، يعني العصفور اللي من أزغر أنواع العصافير اللي عرفناها ، وقالو له إنه حاطط جائزه ليره ذهب للي بقدر يبطحه ويرميه الأرض ....!!! والله زي ما تقولوا العرض مغري ومش معقول ، بس واحد بحط هيذ عرض ، بده يبقى قدها وقدود ، ومن أهلها ، وعلى شان هيذ ، المسأله بدها تكتيك ، وراقبه ، وهو يرمي كل زلمه قد الثور في لحظه ، يعني قوته رهيبه ، فما حب القزعر يغامر ويصير معيار في البلد ، مع إنه مبطح كل أهل قريته واللي حواليها من قرى ، والزلمه يعني لو حجمه كبير كان أخف بلا ، بس فسيسي يبطح ثيران ..؟؟

ومع ذلك وابو الذي ، قطع رزقته وصار يلاحقه تيمسكه مسكة خلاوي ، وهو ساهي ولاهي ويجرب حظه ، ما هي الحياه حظوظ ، ويوم شافه هو وجماعه بقحفوا في بير ، الجماعه تحت وبرفعوا له التراب في هالقفه وهو بكب هالترابات على الكوم ، زلمتنا القزعر قال لحاله : والله جابها الله وإجت ، هلقيت بخبطه شقعة ولاّ هو في البير ، وبقبض ليرة الذهب ....!!!
راح رجع لورا وتقدم يجري متحامي عليه وفي هذيك الشقعه إيّسُطه اياها على مقفاه ، نط ولاّ هو على طرف البير الثاني ، هون صاحبنا القزعر قال : الهزيمه ثلثين المراجل ، وراح معطي رجليه للريح ومنهزم ، ولفسيسي دفع خمس ليرات ذهب للي بدله عَ القزعر ولاّ يمسكه إياه تيجبن الحليب اللي مصّه من أمه..!!

__________________

سيدي عطا :ــ
تاريخ يا جماعة الخير ، وعندكم سيدي عطا لحاله أسطوره ، بقى ابليس لمّا يحتاج أسطوره ييجي يسأل عن عطا ويوخذ منه النصيحه ، هذا بقى بلوه وقطيعه عَ الجاج ، ومعه عصاه معقوفه بقوا يسموها باقوره، ما يلوح الجاجه فيها ولاّ هي تحت أباطه ومروح على عجوزته ، وهو الوحيد اللي بقى يوكل لحم كل يوم ، مش مثل أهل البلد ، ما بتزفروا غير عَ العيد ، هذا بقى ينقع القمح ويشكه بخيط ، ويرميه قدام الجاج ، تيجي الجاجه تنق الحبه تلزق في حلقها ، يسحب الخيط والجاجه مع بعض ويروح عَ الدار معنقر مثل شيخ الشباب ....!!!
ويوم من لِيّام سرق سيدي عطا جاجات ستي أم علي ، وراحن مثلهن مثل جاج البلد ، وواحد مسخرجي من البلد كتب قصيده ساخره في الحدث ينتخي بأبوي يستد الثار وقال :ــ

الثار يا صياح الثار ، راح يجيب الجاجه لقي المنقار
ما قلتلك يا جاجة أم حمد ما تنقيش ، سيدي عطا والباقوره ما تخطيش
ما قلتلك يا جاجة أم حمد لورا ، سيدي عطا والباقوره محضره

وراحت خرافية ام حمد وجاجات سيدي حمد اللي سرقهن سيدي عطا خرافيه ، ماتوا جميعهم وظلت الخرافيه يتداولوها الناس ويضحكوا منها ...!!!
سيدي عطا بقى حرامي بكل فخر واعتزاز ، لزته الحاجه والضيق إنه يصير حرامي مشان يشبع شهوة نفسه اللي اتمردت تعيش مثل الناس الباقيين على العدس الصحيح الفت ، والعدس المجروش لِغماس ، ولِمجدره والجريشه ، واللوف والدحابير ، والبحبوثه والحريره ، وأكم من طبخه موسميه ، مثل المفتول واللحمه والمرقه وغيرهن ...!!!
يوم من لِيّام بمرق عن اولاد من قريه ثانيه معهم خروف ، وبقوا يلعبوا والخروف مع أكم من منوحه برعوا ، ما شافه سيدي عطا غير وسالت نفسه عليه ، دغري سحبه ووينك يا لدار دغري بلّش ذبح وسلخ وتقطيع ، واشعلوا هالنار ، وحطوه في ها لقدر وبلشوا يطبخوا ...!!
لِولاد بعد فتره فقدوا الخروف لِقوا إيديهم والسهله !!قالوا في حالهم وبالهم جايز الخروف سبقنا عَ الدار ، روّحوا عَ الدار ، سألوا ، قالولهم : لا إجا خروف ولا شفنا معروف ، في حدا مر من عندكم؟؟ قالوا : مرق من عِنّا سيدي عطا تبع هذيك البلد ..!! الأبو قال : بس ، وصلنا ، لأنه سيدي عطا الله يسهل عليه بقى معروف وصيته سابقه وين ما دار ..!!!
الزلمه لبس أواعيه ، ووينك يا بلد عطا ، وصل ، دق الباب ، ريحة لحمة الخروف سبقته ..!!!
شو يا عطا ؟؟ قال له : الخروف عندي ، وهو في القدره قرّب يستوي وهذي القدره بتبربر وما ظل غير نقول : بسم الله على الميسور ، أقعد تعشى معنا وانا بدفعلك حقه على داير مليم ..!!!
والله الزلمه سالت نفسه على الزفر ، طيب وليش ما يقعد يتعشى ؟؟ قعد ونفض معهم قد قرده والده ، وقام غسل إيديه ، وقبل ما يشرب الشاي ، قال له عطا : شو رايك تسبقني عَ المضافه ، وبنشرب الشاي هناك ، وقدام قرايبي بدفعلك حق الخروف ، أنا ما بحب أدفع حق إلا بوجود شهود ، قال له صاحب الخروف : من حقك ، سحب حاله وقام سابقه على المضافه ، وهون سيدي عطا قال لعجوزته اللي تربى لحم كتافها عَ اللحم المسروق ، وخصوصا الجاج اللي بنق حب القمح المنقوع والمشكوك بالخيط ، إسمعي يا مره ، هلقيت بتقحفي السكن السخن وبتحطي بداله سكن بارد ، والقدره اللي طبخنا فيها وبتحطيها في السقيفه ، وبتجيبي القدره اللي معشش فيها الشعشبون ، وبتحطيها فوق لِحجار ، وهذا أنا طالع عَ المضافه لاحق أخونا ، قولوا سحب حاله وراح عَ المضافه ، ودغري بس شاف صاحب الخروف هجم عليه ، والله سلامات أبو فلان ، الحمد لله على السلامه ، وينك من زمان يابن الحلال ، يعني أخذه بدوقه ، استغرب الزلمه من تصرف سيدي عطا وقال له : شو دعوتك يا ابن الحلال ، مش قبل شوي بقيت عندك في الدار وتعشينا سوا من لحم الخروف اللي سرقته من اولادنا ، وبك تدفعلي حقه..؟؟ وهون سيدي عوض ضرب صدره بيده وقال : أنا ؟؟ علي ما عليّ ما شفتك من آخر عرس صار في بلدكم الموسم اللي فات ...!! ولعب الفار بعب الزلمه ، الظاهر عطا به يلعب له لعبه ... ، طيب والخروف اللي تعشينا على لحمته مع بعض ..؟؟ وتشنج سيدي عطا على مبدأ دموع العواهر نواهر ، وحلف خمسين يمين طلاق من مرته وذراعه وشواربه وكندرته ، ودكة لباسه ، إنه من ست تشهر ما تولعت في دارهم نار ، ولا اتعلقت في دارهم قدرة ، وإنه اولاده نسوا كيف شكل اللحم وطعمه..!! واذا ثبت ها لحكي يَمّ ركبوني على حمار بالمقلوب وطوفوا فيّ كل البلاد ويتفرجوا عيّ كل العباد ...!!! وهاي الأجاويد اختارلك اللي بدك اياهم وينزلوا على داري ، واذا لقوا إنها النار تولعت في داري ، ولاَّ انطبخ في قدرتي طبيخ ، أنا قاعد للحق ، راحوا جماعه على داره ، فحصوا الأوضاع لقوا السكن بارد ، والقدره معشعش فيها الشعشبون ، وما في دليل على خروف ولا غيره ، مع انهم بقرارة نفسهم عارفين انه الزلمه مشهود له بالصدق ولِستقامه ، وسيدي عطا بالكذب والسرسره ، بس وين الدليل..؟؟؟
وهيذ سيدي عطا طلع منها مثل الشعره من العجين ...!!!
يا ترى ليش يا أبو ياسين ؟؟ يا مدرس التاريخ ، يا المت قاعد ؟؟
لأنها بقت أيام فقر وجوع ، والفهلوي الشاطر اللي بده يحتال لحاله مشان يقلط الحياه ، وبقت السرقه شطاره وفهلوه ، يتباهوا ويتفاخروا الناس فيها ، لأنه الزمن بقى لأبو ذراع ...!!!!

__________________

الديك الحي :ــ
يوم من لِيّام راح واحد يزور واحد في بلد ثانيه ، والله الزلمه عنده هالديك مخبيه ليوم عوزه ، قام عَ الديك وذبحه وتغدوا همه والضيف عليه ، ترى بقى ملفى الضيف ملفى خير عَ العيله اللي بتكسر روتين العدس ولِمجَدّرَه ، وبتزفروا بمعيته ، وبقت قاعده إنه ما بيجي الضيف إلا ورزقته معه ، على شان هيذ بقى قدوم الضيف مدعى للفرح والمسرّه عند الناس ..!!
بعد الغدا الزلمه روّح على بلدهم ، ولسه ما لحق يقول لأهله السلام عليكم ، ولاَّ الزلمه اللي بقى عنده بتنحنح باب الدار وبقول : دستور يا اصحاب المطرح ، نط الزلمه يجري وقلبه وقع بين رجليه ، حسّب صار عندهم في الدار إشي ، خير اللهم اجعله خير ، قال له : سلامتك ، بس إجيت أزوركم ، يَمّ الزلمه نادى على مرته : هيه يا فلانه هيه ، روحي إمسكي الديك وجبيه ، مسكته وجابته ، يَمّ وهو واقف ، ومن غير ما يقول له فوت تفضل ، ناوله الديك ، وقال له : أنا تغديت معكم على الديك ، أما عليّ ما عليّ غير توخذ معك طيّب ، وحمله الديك وقال له : قلبي داعيلك بالسلامه ، ومن يومها صارت هذيك الحادثه في البلد مضرب مثل...!!!
لا تستغربوا ما غريب إلا الشيطان ، والديك بقى أيامها ثروة ، وزينة المزبله والخم ، وقعدته فوق قور المفتول ، ولاَّ مع مسخن الطابون هيبه ومهابه ، وبقى الشاطر وأخو أخته اللي بسحب لقمته ولقمة عياله من ثم السبع.. !!!
والله مثل ما تقولوا القريه منجم وكنز للخراريف والحكايا , والخرافيه ولاَّ الطرفه اللي ما بتعجبكم خذوا غيرها ...!!!

اللي حذا البس :ــ
يوم بقى عند واحد من بلدياتنا ها لشاه المنوحه ، كل يوم يحلبو هالحليبات ويروبوهن ويحطوهن في هالكيس تيساوا منهن لبنه ، ما يعلقوا هالكيس غير ييجي هالبس يسطح الكيس ويوكل اللبنات ، طيب وبعدين ؟؟ هذول صفّوا بشتغلو عند البس ، وكأنه وريثهم ، ولاَّ مخلفينه ومش ناسينه ، وتفتقت فكره ، ليش ما يحذوا البس ؟؟ راحوا ربطوا للبس ، ومن ما قرّب على كيس اللبنه ، حَلّقوا عليه ومسكوه ، وجابوا زفته وسيحوها عَ النار ، وحطوها بصحن غطا الكازوز المعدني، وحطوا رجل البس فوقيها ، وداروا عليه ميه ، هون رجل البس صارت ملزقه بالغطا ، وعملوا رجليه الأربعه ، وهون صار البس لمّا يمشي يطلع صوت ، فلما يسمعوا صوته بصَحِج كون يقولوا أطردوا البس ، وهيذ حموا اللبنات ، وقطعوا نصيب البس منهن بعد ما بقى ماكلهن قسط ، ونايم على حلمهن بسط ، وأثبت صاحب الفكره إنها الحاجه أم الأختراع ، ولو يوقفوا عنا الإستيراد ويشلعوا فكرة الإستهلاك المجنون اللي إحنا فيه ، غير تنشط عنا أفكار الإختراع وتنشط عقولنا لِمصَدّيَه

وحده راحت تزور قبر جوزها ، وبقى واحد من المسترزقين بالقرآن ، داير يوخذ من هالناس مصاري ويقرا على لِقبور ، قالت له : هو يا خوي تع اقرالك على هالمرحوم آيه ؟؟ وطالت هالصره من عبها وفكتها وطالت هالقرش واعطته اياه ، مسك هالقرش وقلبه بين إيديه ، وبقى بده يرميه بوجهها ، وبعدين أخزى الشيطان وحطه في كيسه لمعلق في رقبته وقعد قبال شاهد هالقبر ، وصار يقرا من سورة الحاقه : (خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه ، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ....الخ هذه الآيات الكريمة ) ، وهون صاحت المره ول ول ول يا سيدي الشيخ ، إنت بدك تودي المرحوم على جهنم ؟؟ فقال لها : برايك في هالقرش ادخله الجنه ..؟؟؟