السّنواتُ العِجاف

أخوتي الكرام
لعلنا نعيش سنوات عجاف
يموت فيه اناس من الجوع
قصتنا اليوم
السّنواتُ العِجاف

بقلم مريم مخلوق

جَنَّ الليل وخرج الأب من الخيمة؛وهو يأمل أن يجد أحدا يساعده في مصيبته هاته؛
فقد ترك ابنه؛ الذي لم يتجاوز السنتين؛يتألم من وطأة الجوع،
وأمه المسكينة جاثية على ركبتيها بجانبه؛تحاول أن تخفف عنه ببعث الأمل في نفسه...
إنها تقدم له قطعة من لحاء نبتة؛هي ما جادت بها أرضهم القاحلة.
فقد توالت سنون جافة عصيبةحوَّلت الرياض الزاهية إلى أرض بور...

خرج الأب يهرولمستجمعاً كل ما تبقى له من طاقة جسدية ؛
عله يجد نارا مشتعلة يأتيه منها ببعض لقيمات يسد بها رمقه؛
أو حتى يعثر في طريقه على أي شيء يَقبل أن يُلاكَ ويُبلَع...

لقد مضت ساعتان دون جدوى ...
مازال الأب هائماً في ظلام الصحراء القاحلة على وجهه؛
كلما تعثر في حجر نزل وتلمسها أملا في أن يكون جدع تينة
أو جذمور نخلة من تلك النخلات التي لطالما تسلقها وهو طفل ثم وهو يافع؛
أو استظل بظلها حين استراحته من مسابقة شديدة مع أترابه؛
فقد كان يمر في عمق هذا الوادي
- الذي نضب ماؤه شيئا فشيئا حتى جف تماما-
نهر واسع عريض؛
حتى أن بعض شباب القبيلة المتهورين غرقوا فيه أثناء منافساتهم
عمن يسبق للوصول للضفة الثانية...

يا لفرحته إذ رأى ضوءا خافتا من ناحية يمينه؛منبعثا من خيمة صغيرة....
اتجه إليه مسرعا لا يلوي على شيء؛ودخل الخيمة من دون استئذان من شدة فرحه...
فإذا به أمام زوجته تبكي وحيدها الذي مات بين يديها
وهي لا تدري ما تفعل به؛

أتدسه في التراب أم تتركه حتى يأتي والده
فيبكي ما شاء له الله أن يبكي.....

* هي قصة لكن تطبيقاتها بارض الواقع كثيرة .. فجودوا بما تجود به أنفسكم لأخوانكم الفقراء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]