يـــــــــوم الزفـــــــاف
تكاد القرية بأكملها و العائلة و أصدقائها و جيرانها في المدينة ينشغلون بإجراءات يوم الزفاف نظراً لتعدد الإجراءات و تشعبها . فمنذ الصباح الباكر تبدأ عملية إعداد وليمة العرس بذبح الذبائح و إعداد اللحم و طبخ الطعام . و يتعاون الرجال و النساء في إعداد الغداء و اثناء وذلك قد يتسلون بالغناء أغنيات شعبيه تعبر عن كرم أهل البيت و إطعام الضيف الصفة البارز لدى أهالي الخليل مقر أبو الضيفان.
و قبيل الظهر يقوم الشبان بمساعدة العريس على الاستحمام و إلباسه ثيابه الجديدة المزينة بالورود و رشة بالعطور ، و عند خروج العريس من مكان الاستحمام يستقبله جمهور الشبان الذين ينتظرون تلك اللحظة في الخارج مازجين بصوت رجولي حماسي :
طلع الزيــن من الحمــام -- الله و اســــم الله علـــــــيه
و رشوا مــــن العطر عليه -- و كل ارجــــاله حواليــــــه
و قد يهيئ الرجال العريس نفسياً للمستقبل الذي ينتظره و دعوته إلى تحمل المسؤولية القادمة قائلين :
شن قليله شن قليله -- من هالليلة صـار لـه عيلـه
تهيأ يا تخت اتهيأ -- نوم الصبايــــا غيــّا
قليّ عقلي و تجوز -- و اجوزت مره زيــــنه
حبل الزين و جاب أولاد
صاروا يقولوا يا بابا-- بدنا حلاوة منفوشة
و بعد الغناء يذهب أهل العريس من نساء و رجال لإحضار العروس و في بيت أهلها تبرز مشاهد عديدة أولها قدوم أهل العريس ليأخذوا عروسهم و تغني قريبات العروس مناشدة أهلها و رجالها ان يتمسكوا بابنتهم و ان يخرجونها بعزه و ذلك بتنقيطها و إكرامها بالأموال و الهدايا .
و أربع خواتم في أيديها -- و الخير منكو بيجيهــا
و أربع خواتم في أصابعها-- و الخير منكو يتبعهــا
و تقول نساء حلحول :
يا ربي أبوي يحلف عليّ الليلة -- و أنا العزيزة أنام وسط العيله
يا ربي أبوي يحلف علي أبات -- و أنا العزيزة و أنام وسط أخواتي
و عند قدوم أهل العريس لأخذ العروس تغني النساء مؤكدة العلاقة الوثيقة التي سوف تربط العائلتين المتصاهرتين و على أسباب هذه المصاهرة و أهمها الأصل الجيد و الحسب و النسب .
نسايب نسايب ديروا بالكوا لينا -- ما دورنا على الزين على الأصل حطينا
نسايب نسايب ديروا بالكوا لــيّه -- ما دورنا على الزين دورنا على ألا صيله
كذلك يؤكد على حسبها و كرم العري بقواهن :
ياجالب الزيت حطي الزيت في الجره -- هذي مليحة و سلايلها على راسي
و عندما تنزل العروس عن اللوج بمساعدة ولي أمرها و رجال عائلتها تغني النساء من أهل العريس انهم لم يقصروا في حق العروس و أهلها و لذا عليها ان تكون فرحه بالانتقال لبيت الزوجية قائلين :
تع اطلعي تع اطلعي مـــــن حالك-- و إحنا حطينا حقوق ابوكي و خالك
تع اطلعي تع اطلعي مــين يمـــــك -- و إحنا حطينا حقوق ابوكي و عمك
لا تحسبونا يا اجاويد من عد المال زلينا -- عدينا السبع تلاف و عنفيرنا عنفيرنا
لا تحسبونا يا اجاويد من عد المال عبسنا -- عدينا السبع تلاف و على الكراسي جلينا
و بعد خروج العروس من بيت أهلها يشكر المغنين أهل العروس قائلين :
يخلف على أبو فـلان -- يخلف عليه خلفـــــين
طلبنا النســــب منه -- أعطانا نباته الثنتـــين
يخلف عليكو كَــثّر الله خيركوا-- َلفينا البلد ما لاقينا غيركوا وفي الطريق تتسلى النساء بالغناء قائلات :
--على الجزيرة --على الجزيرة
--شدوا الرحال اليوم
--على الجزيرة
--حلوه و أميره --حلوه و أميره-- عروستك يا فلان --حلوه و أميره
و يستمرون في هذه الأغنية التي يتغنون فيها بالوطن ، و قد طورت كل منطقة من مناطق المحافظة أغنية خاصة بها و بأركانها . فتقول نساء حلحول :
على واد قبون شدوا الرحال اليوم -- حلوه و مزيونه عروستك يا فلان*
على واد الزرقا شدوا الرحال اليوم-- على واد الزرقا يا ما حلى الملقى في ظلالك
و عندما تصلن الى بيت العرس و تنزل العروس اليها تغني لها النساء :
دحرج حب البامية يمـــة دحرج -- فلان* صاد الغاوية و روّح يضحك
دحرج حب البندوره يمه دحرج -- فلان صاد الغندورة و روّح يضحك
كذلك يباركن لأنفسهن بها و يتمنين لها البقاء بينهن من خلال انجابها للذكور في عائلتهم قائلات :
مـبروكة يـا عروس علـينا علـيـنا -- تبكري بالصبي يلعب حوالينا
مبروكة يا عروس على السلف و السلفة-- تبكري بالصبي و تكثريّ الخلفه
وبعد ان تجلس العروس قليلاً تنزل عن اللوج و تنتظر في غرفة بعيدة عن المدعوين لتنتظر العريس و قدومه يحضر العريس يزفه الشباب قائلين :
قال العريس يا ياما -- الدهر بيعود
و ارمي حملك علىالله و انا القاعود قال العريس يا ياما -- الدهر ميال
و ارمي حملك على الله و انا الشيال
وبعد خروج الرجال او ايصالهم العريس الى منطقة النساء تخرج العروس وجهها مجلالا و مغطى بالطرحة و تحمل فييدها قران مزين بالورود و القماش ، و تبدأ تغني لها النساء ما يسمى "بالتجلايه" و قد يكون سبب هذه التسمية تجليل العروس على وجها او حتى اجلالاً للقران الكريم المقدس الذي تحمله العروس . وتغني النساء غناءً جماعياً حانياً يهدئ روع العروس التي تكون في حالة نفسيه صعبه و ذلك لقلة الاختلاط في المجتمع الخليلي و محافظته على تقاليده و عاداته و تمسكه بشعائره الدينية ، و قد نكون هذه المرة الاولى ستختلي بها هذه العروس برجل لم تكن تعرفه من قبل.فيقلن :
يا ناس صلوا على محمد نقرأ و نصلي على الحبيب
بنت الأمارة لبست البدله من بيت أبوها لحرم الخليل
بنت الأمارة لبست البدله من بيت أبوها لبيت العريس