كانت القرية تنتشر على رقعة أرض كثيرة التلال في السهل الساحلي, ويمتد وادي الفالوجة عند تخومها الشرقية والغربية وكان الوادي عميقا, الأمر الذي منح القرية مزايا دفاعية. كانت الفالوجة بمثابة القلب في شبكة من الطرق العامة المؤدية إلى الخليل والقدس ويافا وغزة, وغيرها من المراكز. ويقول سكانها إن الفالوجة أقيمت في موقع كان يعرف باسم زريق الخندق. والزريق في اللغة العربية من الأزرق, وهو تسمية عامية لنبات بقلي له أزهار زرق يدعى الترمس, وكان ينبت حول الموقع. وقد بدل اسمها إلى الفالوجة تكريما لشيخ من المتصوفين يدعى شهاب الدين الفالوجة الذي جاء فلسطين من العراق في القرن الرابع عشر للميلاد, وأقام قريبا من الموقع ودفن هناك (أنظر أيضا بيت عفا, قضاء غزة). أما الرحالة العربي مصطفى البكري الصديقي, الذي ساح في فلسطين في أواسط القرن الثامن عشر فقد زار مقام الشيخ الفالوجي بعد مروره ببيت جبرين (الحلة مذكور في الخالدي). في سنة 1569 كانت الفالوجة قرية في ناحية غزة(لواء غزة), وفيها 413 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل والجواميس وكروم العنب,
في أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية الفالوجة محاطة بواد من جوانبها الثلاثة وكان فيها بئران وبركة إلى الشرق وبساتين صغيرة إلى الغرب ومنازل مبنية بالطوب. وكانت نواة القرية مجمعة حول مقام الشيخ الفالوجي. وفي الثلاثينيات بدأت أحياؤها السكينة التوسع, وامتدت لاحقا إلى الطرف الآخر من الوادي الذي أصبح يشطر القرية شطرين: شمالي وجنوبي. وقد بنيت الجسور فوق الوادي لتسهيل العبور بين شطري القرية, ولاسيما في الشتاء عندما كان مجرى الوادي يفيض في كثير من الأحيان ويسبب الحديثة والمتاجر والمستوصف والمقاهي. وكان فيها مدرستان أحداهما للينين والأخرى للبنات: فتحت الأولى أبوابها في سنة 1919 والثانية في 1940. وكان في مدرسة البنين قطعة أرض تستخدم للتدريب على الزراعة ونزل للطلبة يؤوي 25 تلميذا وهذه المدرسة أضحت ثانوية في سنة 1947, عندما وصل عدد تلامذتها إلى 520 تلميذا وفي مدرسة البنات كان عدد التلميذات 83 تلميذة في سنة 1934.
كان سكان الفالوجة من المسلمين ولهم فيها مسجد يضم ثلاثة أروقة تعلوها قبب, أحدها مقام الشيخ الفالوجي كما كانت القرية تضم عدة مقامات أخرى أقل أهمية. وفي سنة 1922, أنشئ مجلس بلدي في القرية, كانت مداخيله تفوق نفقاته باستمرار (كان مجموعها 473 جنيها فلسطينيا في سنة 1929 مما أدى الى ميزانية متزايدة باطراد). أما الآبار الأربع التي كانت تمد سكان القرية بحاجاتهم من مياه الاستعمال المنزلي, فقد أضحت غير كافية عندما بدأت القرية التوسع. وعشية الحرب دشن المجلس البلدي مشروعا لسحب المياه من بئر قريبة من قرية جولس( أنظر جولس, قضاء غزة).
كان سكان الفالوجة يعملون على الأغلب في الزراعة البعلية فيزرعون الحبوب والخضروات والفاكهة. في 1944\1945 كان ما مجموعه 36590 دونما مخصصا للحبوب و87 دنما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت التجارة تمثل القطاع الثاني من حيث الأهمية الاقتصادية فكانت سوق أسبوعية تقام في الفالوجة ويؤمها التجار والمشترون من جميع قرى المنطقة وبلداتها, وذلك من ظهر يوم كل يوم أربعاء حتى ظهر الخميس, في موقع خاص زوده المجلس البلدي ما يلزم من التسهيلات.بالإضافة إلى الزراعة والتجارة كان سكان القرية يعملون في تربية الحيوانات والدجاج وفي طحن الحبوب, وفي التطريز والحياكة, وفي صناعة الفخار وكان في الفالوجة مصبغة شهيرة تستقطب الزبائن من أرجاء المنطقة كافة.