عماد الفلسطيني المدير العام
عدد المساهمات : 1962
تاريخ التسجيل : 21/03/2009
| موضوع: قصة سليمان والنملة الجمعة أكتوبر 29, 2010 7:27 am | |
| قال الله تعالى: “وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين. وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون. حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون. فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك” النمل (16 18).
نزل القرآن ليوضح للناس أن سليمان ورث أباه داود في العلم والنبوة والملك بعد موته وتحدث سليمان وقال يا أيها الناس ان ربي تفضل عليّ فعلمني لغة الطير فوهبني قوة فهم أستطيع بها أن أتبين مقاصده التي يرمي اليها ويسر لي فهم مايريده فضلا منه ونعمة هذا الى كثرة ما أتاني الله من كل شيء احتاج اليه في تدبير الملك مما يعينني في ديني ودنياي. وان هذه النعم العظيمة التي آثرني الله بها من الملك والعلم والنبوة وتسخير الرياح والجن لهي الفضل المبين الواضح الذي يستوجب الشكر والثناء على الله بما هو أهله.
جنود سليمان
وجمع الله لسليمان جنودا من مختلف العوالم ليحارب بهم مالم يدخل في طاعته، وكان لكل صنف من جنود الجن والانس والطير قواد وحفظة يكفونهم ويمنعونهم من الاخلال بالنظام. فكانوا يحبسون أولهم على آخرهم ليتلاحقوا.
مضى قواد وجنود سليمان في السير حتى إذا وصلوا وادي النمل قالت نملة لها حق الامارة عن النمل تكلمت هذه النملة كلاما فهم منه سليمان أنها تأمر جماعة النمل. أن يدخلوا مساكنهم، خوفا من تحطيم سليمان وجنوده لهم دون أن يشعروا بوجودهم لصغر أجسامهم لأن سليمان عليه السلام نبي خصه الله تعالى بالعدل والرأفة والرحمة تعزف نفسه عن الظلم والعدوان والاساءة الى أحد من دون وجه مشروع.
فلما سمع سليمان ما قالته النملة ضحك متعجبا من حذرها وتحذيرها لمجموع النمل وانصافها اياه، مسرورا بما خصه الله من فهم مقاصدها وقال: رب الهمني أن أشكر نعمتك التي انعمت بها عليّ وعلى والدي وأن اعمل صالحا تحبه وترضاه وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين.
نجاح عظيم
نقف هنا أمام خارقتين لا خارقة واحدة : خارقة ادراك سليمان لتحذير النملة لقومها وخارقة إدراك النملة أن هذا سليمان وجنوده.
فأما الأولى فهي مما علمه الله لسليمان وسليمان إنسان ونبي فالأمر بالقياس اليه أقرب من الخارقة الأخرى البادية في مقالة النملة. فقد تدرك النملة أن هؤلاء خلق أكبر وأنهم يحطمون النمل إذا داسوه وقد يهرب النمل من الخطر بحكم ما أودع الله فيه من القوى الحافظة للحياة.
فاما أن تدرك النملة أن هذه الشخوص هي سليمان وجنوده فتلك هي الخارقة الخاصة التي تخرج على المألوف وتحسب في عداد الخوارق في مثل هذه الحال سليمان عليه السلام هو الذي أعلن أن النعمة ابتلاء للعبد ليظهر مقدار شكره، وأنها ليست خيرا إلا اذا نجح المنعم عليه في هذا الابتلاء وقام بواجب الشكر، وقد نجح سليمان عليه السلام أعظم نجاح في القيام بواجب الشكر وفي تسخير ما أوتيه من النعم في سبيل نشر دعوة الإيمان وتحطيم قوى الكفر. | |
|