عماد الفلسطيني المدير العام
عدد المساهمات : 1962
تاريخ التسجيل : 21/03/2009
| موضوع: الشهيد البطل الشيخ إسماعيل أبو القمصان الجمعة أكتوبر 08, 2010 2:38 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عندما استشهد قائد كتائب القسام الشهيد عماد عقل و تحديداً في حفل التأبين ظهرت إحدى المجموعات و أطلقت النار في الهواء تحية و وفاء لعماد و تحدث أحد المطاردي و قال : "إذا استشهد عماد عقل فكلنا عماد عقل , لقد طلّقنا الخوف ثلاث , و قسماً أن نثأر لك أيها الشهيد عماد" و لم يكن هذا المطارد سوى الشهيد الشيخ إسماعيل أبو القمصان الذي أطلق عليه لقب شيخ الصقور.الشيخ إسماعيل بدأ عمله العسكري فور خروجه من السجن بعد الاعتقال الثالث عند قوات الاحتلال الصهيوني . فقد اعتقل لأول مرة بتاريخ 16/4/1988 يوم استشهاد خليل الوزير ، و استشهد حينها الشهيد سهيل غبن من مخيم جباليا ، أما الاعتقال الثاني فكان عام 1988 حيث خضع للتحقيق المتواصل لمدة 18 يوماً لم يأخذ منه السجان أي اعتراف فأفرج عنه . في حين كان اعتقاله الثالث عام 1989 بعد إصابته في كلتا قدميه خلال مواجهات أحدثت عنده عجزاً طبياً بنسبة 50 % فاعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني بعد الإصابة بثلاثة شهور لمدة عامين أمضاها إسماعيل - رحمه الله - في سجني السرايا و النقب .تزوّج إسماعيل في العام 1991 بعد خروجه من السجن و أنجب ستة أبناء محمد , إسراء , دعاء , فايزة , عماد الدين و أحمد . و ما إن خرج الشهيد أبو محمد من سجنه حتى باشر بالعمل العسكري مع مجموعة من إخوانه المطاردين , و في إحدى المهام العسكرية انطلق إسماعيل مع مجموعته باتجاه مستوطنة نيسانيت شمال قطاع غزة و أمطروها بوابلٍ من رصاصهم و قنابلهم .و لم يكن حينها إسماعيل مطارداً و انسحبوا بسلام و اعتقل بعدها أحد المطاردين ممن كانوا على علاقة بالشهيد إسماعيل , فرفض شيخ الصقور تسليم نفسه و أصرّ على اللحاق بركب المطاردين , و أصبح إسماعيل أبو القمصان على رأس المطلوبين للصهاينة رفضاً منه لاتفاقيات أوسلو ، و قد أوكلت لإسماعيل مهمة المسئول العسكري للمنطقة الشمالية لكن هذا لم يمنعه من المشاركة في العمليات العسكرية فقام بتنفيذ عدة عمليات عسكرية منها :- مهاجمة بوابة المجلس التشريعي , قتل جنديّ و إصابة 2 آخرين و كانت هذه العملية بمعرفة الشهيد عماد عقل قائد كتائب القسام .- هجوم مسلح على مركز جباليا رداً على مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف عام 1994 لم يعترف اليهود بخسائرهم.- مهاجمة باص صهيوني بالقنابل و الرشاشات على الخط الشرقي و أيضاً أخفى اليهود خسائرهم .استمر إسماعيل في رحلة المطاردة حتى عودة سلطة الحكم الذاتي عام 1994 و انضم إسماعيل إلى جهاز المخابرات العامة و عندما طلب منه الخروج لاعتقال المجاهدين و الشرفاء قدّم استقالته على الفور لأمين الهندي مسئول المخابرات الذي رفضها و عافاه من المشاركة في الاعتقالات , فردّ عليه إسماعيل : "رفقاء السلاح لا يمكن أن أعتقلهم , إن كان لا بد من الاعتقال فليكن للعملاء و المدسوسين" . بعدها طلب إسماعيل أن ينقَلَ لجهاز الأمن العام و تم ذلك .في هذه الأثناء كوّن الشهيد إسماعيل - رحمه الله - مجموعة سريّة لتجهيز القنابل و إعداد قذائف الأنيرجا و كان كلّ من المجايدة و عرفات على علم بهذه المجموعة التي كانت لديها إمكانيات لتطوير القنابل و صواريخ الأنيرجا كفترة إعداد فقط بدون مقابل من السلطة . فوافقا على ذلك و استطاع الشباب برفقة الشيخ إسماعيل - رحمه الله - إنتاج العديد من القنابل و قذائف الأنيرجا .لكن كانت هناك عيون خائنة تراقب الشباب فأوصلت المعلومات إلى جهاز الأمن الوقائي الذي قام بدوره بنقل المعلومات عبر التنسيق الأمني إلى الصهاينة حيث طالبت قوات الاحتلال باعتقالهم , و حينها تنصّل عرفات و المجايدة عن علمهم بهذه المجموعة و تم اعتقالهم جميعاً و مداهمة المصنع و مصادرة جميع محتوياته ، و عندما اعتقل إسماعيل من منزله صادر الأمن الوقائي سلاحه الخاص و هو من نوع (أم 16) مطوّرة ، و هي سلاح الجندي الصهيوني إيلان سعدون الذي اختطفته مجموعة عسكرية تابعة لحركة حماس عام 1989 حيث اشتراه إسماعيل - رحمه الله - من المجاهد الأسير عبد ربه أبو خوصة و لا تزال قطعة السلاح مصادرة إلى الآن .و بعده تم فصل الشهيد إسماعيل من عمله و عندما طلبوه بعد ثلاث سنوات للعمل في جهاز الاستخبارات العسكرية و اجتمع مع موسى عرفات و طلب منه حلق لحيته مقابل عمله معه ، رفض ذلك و أصرّ على عدم العمل في السلطة نهائياً . حاول جهاز الأمن الوقائي اعتقاله و في إحدى المرات نصبوا له كميناً في جباليا فقام بسحب قنبلة يدوية عليهم فانسحبوا .و كان إسماعيل - رحمه الله - على استعدادٍ تام للمواجهة مع السلطة و لكنه لم يكن يتمنّى ذلك . و أكّد كلّ من عرف الشهيد إسماعيل أنه كان ضد الاعتقال السياسي ضد المجاهدين خاصة عام 1996 و أصبح مكروهاً من قبل أجهزة أمن السلطة.ما إن اندلعت انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر , حتى سارع الشهيد إسماعيل مع المقاومين بأسلحتهم الشخصية يطلقون النار و إلقاء القنابل اليدوية في مناطق بيت لاهيا و بيت حانون و البوليس الحربي .في هذه الأثناء تم تشكيل لجان المقاومة الشعبية و عندما تم عرض الأمر على الشهيد أبي محمد - رحمه الله - وافق على الانخراط في صفوفها بشرط أساسيّ و وحيد و هو التنسيق مع كافة الأجهزة العسكرية.أوكلت للشهيد القائد مهمة قيادة الجناح العسكري من لجان المقاومة الشعبية, حيث أطلق عليه إسماعيل ألوية الناصر صلاح الدين تيمّناً بالقائد صلاح الدين . و عندما لم يجد إسماعيل و إخوانه يد العون من أحدٍ في البداية لجأوا إلى بيع حليّ زوجاتهم و قام القائد أبو محمد رحمه الله ببيع سيارته الخاصة . و يعتبر إسماعيل أبو القمصان أول من أطلق قذائف الأنيرجا و كانت على الموقع العسكري في حاجز إيرز و هو نفس الموقع و شارك في إطلاق قذائف الهاون على مستوطنات إيلي سيناي و دوغيت و نيسانيت و أشدوروت و نتساريم و كفاردروم- بشكلٍ مستمر و يوميّ .و في إحدى المحاولات لتجريب صواريخ أنيرجا بعد تطوّرها و أثناء عملية التجريب في حيّ الشجاعية لاحقتهم سيارة استخبارات عسكرية و أطلقت النار عليهم في منطقة الرأس فانسحب الشباب دون الرد.في هذه الأثناء تم التخطيط للعملية المشتركة الأولى بين ألأوية الناصر صلاح الدين و كتائب القسام و هي قصف مستوطنة أجدوروت بـ 12 قذيفة هاون و أطلقت من أربعة مدافع و شارك فيها 30 مقاتلاً من الطرفين و كان من بين المشاركين .. و بعد انتهاء عملية القصف الذي تم تصويره , انسحب الشباب و استقبلهم أهالي بيت حانون بالتكبير و التحية لهم ، و لم يقتصر الاستقبال على الأهالي بل شاركهم أحد المواقع العسكرية حيث أدّى ضابط الموقع و جنوده التحية العسكرية لهم و ما إن وصلوا إلى بيت حانون حتى أطلقت عليهم قوات الشرطة الفلسطينية النار عليهم فأصيب ثلاثة من المجاهدين أحدهم بشللٍ نصفيّ و يعالج الآن خارج الوطن.في هذه الأثناء قام أبو محمد - رحمه الله - بنصب عبوة موجهة لدبابة صهيونية عند نتساريم و تم التفجير بصورة مباشرة . إضافة إلى دوره المميز في المشاركة بتجهيز العديد من العبوات التي حملها العديد من الاستشهاديي ، كذلك عبوة موجهة زرعها الشهيد جهاد المصري قرب مستوطنة نيسايت بتاريخ 2/8/2001 .و قد أكّد شقيقه الشهيد يوسف و الذي استشهد في مجزرة جباليا في مارس 2002 أن الشهيد إسماعيل أول من فكّر في تدمير أسطورة الميركافاه و كم كان يتمنى تحقيق ذلك الحلم ، لدرجة أنه جهّز عبوة ناسفة لهذا الغرض ، إلا أن شرف الشهادة كان الأسبق قبل تحقيق حلمه ، لكن عزاءه أن عبوته استخدمت في عملية التدمير. الاستشهاد :الشهيد القائد إسماعيل و أخويه الشهيدين محمد صلاح و علي مهنّا كانا ينويان الوصول إلى الضفة الغربية لترتيب عمل ألأوية الناصر صلاح الدين في الضفة الغربية بالتنسيق مع قطاع غزة و من ثم دخول الخط الأخضر لتنفيذ عملية استشهادية.فخرج الشباب الثلاثة بعد صلاة المغرب من يوم الأحد 30/12/2001 و كلّ منهم يلفّ حول وسطه حزاماً ناسفاً و توجّهوا إلى شرق بيت حانون حيث الحدود و دخلوا المناطق المحتلة عام 1948 لمسافة 1 كيلومتر عندها فوجئوا بإطلاق نارٍ بالهواء و الطلب منهم الاستسلام و أن المنطقة محاصرة فقام الشيخ إسماعيل و إخوانه على الفور بمهاجمة القوات الصهيونية على الفور و حدث اشتباك عسكري كبير حسب الإذاعة الصهيونية أسفر عن مقتل أربعة جنود و هذا ما اعترفت به دولة الكيان الصهيوني بعد استشهاد الشباب بثلاث أيام .و أفادت المصادر ذاتها أن جثامين الشهداء الثلاثة كانت مشوّهة غير واضحة المعالم . حيث إن الشهيد إسماعيل أطلقت عليه النار على جثته بغزارة بعد استشهاده , و يده اليسرى قطعت , و تشوّه الوجه بشكلٍ كامل , و نكّل بجسده بعد استشهاده .كان دعاء إسماعيل المشهور : "اللهم خذني إليك شهيداً برصاص الاحتلال الصهيوني و ليس برصاص السلطة" إسماعيل أبو القمصان: الشهيد الذي فتح الجحيم على المحتلين تسرد الأم قصة ولدها الشهيد إسماعيل بقولها:" إسماعيل كان الأب لثلاثة أولاد وثلاثة بنات أكبرهم فتاة في الصف السادس الآن وكان يبلغ 32 عاما عند استشهاده, وما زاد من معاناة إسماعيل وأثقل كاهله وأحزنه انه كان مطلوبا لليهود وللسلطة الفلسطينية حتى أن الأخيرة حاولت اعتقاله والبحث عنه لمرات عديدة ولكنه استطاع الفرار من بين يديها", ومضت تقول :" وبالرغم من انه كان ضابط بنجمتين في الشرطة الفلسطينية إلا أن ذلك لم يشفع له بل قرر أن يتركها بعدما رفض طلبا منهم باعتقال أعضاء من المقاومين , وهذا ما دفعه لتكوين وتأسيس ألوية الناصر صلاح الدين وكان قائدا لها ليذيق المحتل الويلات ".أم فايق تواصل الحديث ومعالم معاناة ولدها إسماعيل مرسومة على وجهها لتقول وعينيها تحبس الدموع:"منذ تكوينه لألوية الناصر صلاح الدين بدأت معاناته الحقيقية مع الاحتلال فلم يكن يهنئ بعيد ولا بإجازة ولا حتى بنوم هادئ مع أطفاله في بيته".موعد مع الشهادةأما عن حادثة استشهاد إسماعيل فتقول أمه :" كان ذلك قبل عيد الفطر عام 2002 بيومين طلبه المقاومين ليه استشهاده للقيام بعملية في الضفة الغربية لكن الخيانة حالت دون ذلك فبلغ عنه وحاصرته قوات الاحتلال وهو في الطريق واستشهد".ولأنه قلب الأم ولأنه قطعة منها تحس به أينما ذهب ففي صباح يوم استشهاده أخذت الأم تتوسل لأبناها ليأتوا بأخيهم لتراه, فهي غير مرتاحة وتحس بإحساس غريب حتى أنها لاتقدر على المشي على قدميها فأجابها أبناءها من أين نأتي به وهل نعرف أين هو الآن ؟! هذا ما قالته الأم ويديها ترتجف, لتتابع قولها:" فلم يكملوا حديثهم معي وإذا بإسماعيل يدخل من باب البيت وكأن القمر دخل علينا من شدة النور الذي كان في وجهه وعندما رأيته أحسست أن هناك شيء ما سوف يحدث فتقدم إلي إسماعيل فقلت له أهلا وسهلا وينك يبني وتحسست وجهه وأمسكت بيده فإذا بأصحابه ينادونه من الخارج يلا يا شيخ إسماعيل, فسلم علي وقبلني وخرج مسرعا معهم".شريط الذكريات الأليمة يتوقف أمام دموع أم فايق والتي فاقت الكلمات بالتعبير عن حرقتها لتعود للحديث قائلة: "خرج وعاد لي شهيدا, ولو كنت بعلم انه بدو يطلع في عمليه لطلعت معه وما خليتوا لحاله لكن هذا قدر الله, فبعد نصف ساعة سمعنا صوت اطلاق نار فشعرت وكأني سقطت في بئر من الثلج فقلت عليه العوض ومنه العوض فناديت على الأولاد لكي يغطوني من شدة البرد وما هي إلا دقائق وصار بيتنا وكأنه ثكنة عسكرية ملئ بالمجاهدين المسلحين من حركات المقاومة من صغار وكبار فقلت ما الذي يحدث فجاء ابني يوسف وجلس أمامي وقال لي العوض على الله, هذا ما كان يتمانه إسماعيل, فصرخت فمنعني ابني وقال انه شهيد وهما يما غدروا فيه".أسدُ في السجونوذكرت أن إسماعيل قد اعتقل من قبل قوات الاحتلال لمده ثلاثة سنوات قضاها في سجن النقب, استخدم معه جنود الاحتلال الصهيوني خلالها أقسى طرق التعذيب, وأضافت انه تعذب كثيرا خلال حياته فقد أصيب أكثر من مره ولم يكن يستطيع الذهاب إلى المستشفى لأنه مطلوب فكان يعالج في البيت, وهذا ما زاد العذاب عليه ولكنه كان شديد التحمل وكان أخر إصابة أصيب بها قبل استشهاده مباشره بقذيفة هاوون خرجت علية وأخذت جزء من فخذ قدمه وخرج للعملية الاستشهادية والجرح لم يبرأ بعد.وأردفت أم فايق تقول:" منذ الانتفاضة الأولى كان ابني إسماعيل مصاب بعرج في قدمه, لأن اليهود صلبوه على الجدار في المقاصد واخذوا يرشونه بالرصاص على ركبتيه كاد أن يموت لولا رعاية الله له في حينها قضى على إثرها 3 شهور في المستشفى كان مصاب إصابة شديدة في قدميه".أما عن صفات الشهيد إسماعيل وأخلاقه فكانت شهادة أمه بقولها:" كان صواما في النهار قواما في الليل, وكان يشهد له بالخير والصلاح ولم يكن يسمع عن مظلوما إلا أخذ له حقه وأنصفه, كما كان كثير الإصلاح بين الفصائل وحريص على الوحدة الوطنية في كل الأحوال".أمنيات أم المجاهدين ليس من الصعب على أم ولدت مجاهدين وربتهم على موائد القرآن والتضحية أن تكون أمنيتها غير الموت في سبيل الله, هذا ما قالته عندما سألناها عن أمنيتها ودموع وجهها ممزوجة بابتسامة عريضة كانت خير دليل على ما تتمناه : " أتمنى أن أموت شهيدة في سبيل الله لألحق بأبنائي الشهداء".عائلة أبو القمصان وبالرغم من فقدانها للشهيد المجاهد إسماعيل إلا أن قدر الله عز وجل أثلج صدورهم ليشاء في يوم استشهاده أن يرزق شقيقه باسل بالمولود "إسماعيل". | |
|