عماد الفلسطيني المدير العام
عدد المساهمات : 1962
تاريخ التسجيل : 21/03/2009
| موضوع: شيخ الأقصى رائد صلاح: ثائرٌ.. وشاعر الجمعة أكتوبر 08, 2010 12:08 pm | |
| يعرف الناس رائد صلاح خطيباً مفوهاً، وشيخاً نذر حياته من أجل قضيته ومبادئه في نصرة القدس والوطن أمام المحتل الصهيوني. لكنه لم يقدَّم إلى الجمهور شاعراً إلا بعد أن أصدر مركز الإعلام العربي في القاهرة عام 2007 ديوان «زغاريد السُّجون»، لنعرفه بعدها ثائراً وشاعراً. يُعدّ الديوان الذي بين أيدينا نتاج المحن التي مرت على شيخنا في المعتقلات الصهيونية. أغاريد وزغاريد سمعت وتابعت خلال السنوات الماضية عدداً من الأعمال الفنية الإنشادية التي كانت تؤديها الفرق الفنية في أم الفحم وكفركنّا. غير أن هذه القصائد المعدودة، مع الخطاب السياسي والديني للشيخ رائد، لم يتركا لنا مجالاً للتيقن من هذه الأخبار التي كنا نسمعها من هنا وهناك، حتى انبرى مركز الإعلام العربي في القاهرة مشكوراً لوضع هذا الإصدار بين أيدينا، رغم حاجة المكتبة والنقاد والقراء على حد سواء إلى مزيد من الإصدارات لرسم الشخصية الشعرية للشيخ رائد صلاح. منذ البداية، وعبر عنوان ديوانه «زغاريد السجون»، يرسم الشاعر رائد صلاح لوحة الأمل رغم القهر والأوجاع. ويحاول أن يثبت زيتونة الانتصار القادم في قلوب أمته عبر الإهداء الذي جاء فيه: «إلى الطائفة المنصورة في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس وفي كل مكان. الذين لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم». يقول الشيخ رائد صلاح في مقدمة الديوان: هذه خواطر شعرية اجتهدت أن أكتبها خلال أيام الاعتقال، وقد اجتهدت أن أعبّر من خلالها عن لحظات صفاء ونقاء عشتها في خلوتي مع الله تعالى، دامعاً في توبتي، وخاشعاً في سجدتي، ومتوكلاً في كربتي، فكانت هذه الابتهالات الشعرية الروحية. ويضيف الشاعر: اجتهدت من خلال هذه الخواطر الشعرية أن أكشف -حقيقة لا خيالاً- أنَّ السجين تبقى فيه القابلية العجيبة لأن يتخطى أسلاك المعتقل وأبراجه وحراسه، وأن يتواصل بروحه وقلبه وعقله مع هموم أمته وشعبه، متعالياً عن همّه الشخصي المؤقت! وكتب الناقد جابر قميحة قراءة عميقة للنصوص الشعرية وأثبتها في مقدمة الديوان واخترنا منها هذه الشهادة: من أواخر ما نظمه الشيخ رائد صلاح في معتقل أشمورت (5/11/2005) قصيدته «من يجيب القدس؟»، وهي تدلّ على نضج فني واضح، وتمكّنٍ راقٍ من آلياته الفنية وجداناً وتصويراً وتعبيراً. وشاعرنا يغلب في قصيدته الأسلوب الإنشائي الاستفهامي، وهو من أقدر آليات الأداء التعبيري على الإثارة والتأثير. في بحار الوطن والقصيد يبدأ الشاعر ديوانه بجرحه الأوسع، الذي يصيب الأمة في بغداد، ويشير فيه إلى أن رؤيته الشعرية الوطنية ليست مختزلة أو قاصرة، وهمومه من هموم بغداد كما هي في فلسطين. فيقول في قصيدة بعنوان «رسالة من بغداد إلى هارون الرشيد»: عندما صرتُ خراباً.. وذَوَتْ كلُّ الورود وشكوناها كلاباً.. دنست أرض الجدود | |
|